ما حكم حمل الميت بالسيارة إذا كانت المقبرة بعيدة ؟ وبيان الحكمة في حمل الميت على الأكتاف والتحذير من تقليد الكفار في تشييع الجنازة . حفظ
السائل : قال بالنسبة لموضوع حمل الميت الذي تقدم في السيارة قيل إن هذا من النّعم لسبب أنه لم تكن المسافة بين دار الميت والمقبرة زمن الرسول عليه الصلاة والسلام بعيدة أما اليوم فمع هذا البعد الشاسع فأليس فيها نعمة ويكون المنع من باب التضييق ؟
الشيخ : ... السؤال في الواقع هو فيه غفلة إن لم يكن تغافل عن أصل الموضوع الذي نحن تكلمنا فيه، نحن نقول تشييع الجنائز على السيارات على الطريقة الأوروبية هذا لا يجوز في الإسلام بحيث أنه لو كانت المقبرة قريبة فلا بد من تشييع الجنازة على السيارة أما لما بتكون المقبرة بعيدة فنحن قلنا أنه هذا عذر شرعي لأنه عندنا نصوص أنه حملوا الميت على الدابة لأنه مسافة طويلة، هذا لا ينكره إنسان متفقه في الإسلام لأنه الإسلام في الواقع بيربي أفراد المسلمين على الأفق الواسع فهذا السائل حينما يسأل هذا السؤال أو حينما ... هذا السؤال يجب أن يستحضر الحقيقة الواقعة هل نحن الآن نشيع الجنائز من باب أنه المسافة بعيدة ويشق على المشيعين أن يحضروا الجنازة لبعد المسافة أم لأنه هذه عادة من جملة عادات الأوروبيين التي تسربت إلينا ونحن تشبثنا بها وابتلينا بتقليدهم فيها، إن كان الجواب هو الأول فهذا مكابرة أنه نحن عم نشيع الجنائز اليوم من أجل إيش؟ أنه المقبرة بعيدة لأنه الواقع أنه لا فرق بين مقبرة بعيدة أو قريبة من في خصوص ... العادة ثانيا إذا كان العذر هذا هو أنه نعمة ربنا عز وجل أنعم بها علينا مشان يخفف عنا هالمشاق المسافة البعيدة فما هي النعمة الأخرى التي نزخرف بها السيارة بالأكاليل والزهور ونضيع الأموال وراءها لعله هذا أيضا نعمة لأنه في جمال وفي رونق إلخ، هذا كله نحن نأخذه مجموعة، هذا تقليد للكفار وتحقيق من هؤلاء المقلدين للإنذار الذي أنذرناه الرسول عليه السلام شفقة بنا وتحذير لنا عنها حين قال ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قالوا يا رسول الله آليهود والنصارى؟ قال ( فمن الناس؟ ) يعني من الناس في ذلك الزمن الذين يمكن أن يُقلدوا من غيرهم هم اليهود والنصارى لأنهم أهل كتاب وسواهم أميون ليس عندهم علم وليس عندهم ثقافة وليس عندهم ما يسمونه اليوم بالحضارة ودائما الشعب الضعيف فلسفة بالاجتماع أنه الشعب الضعيف بيقلد الشعب القوي فالشعوب القوية يومئذ اليهود والنصارى بما أنزل الله عليهم من هذه الكتب المقدسة على ما بدّلوا فيها وغيّروا وهذا مصداق نجده في كل يوم في كل مظاهر الحياة، وأنا تكلّمت في الدرس الماضي عن ملابسنا وأزياءنا كلها أوروبية كمان هذه نعم من نعم الله عز وجل، هذه مغالطة أو غفلة هذا أقل ما يقال، خلاصة القول نحن نقول حمل الجنازة من أجل الضرورة ما في عندنا مانع الضرورات تبيح ما هو أخطر من ذلك شرعا لكن نحن نتكلم عن المبادئ العامة الأساسية أنه كيف تشيع الجنازة حملا على الأكتاف، لماذا ؟ هكذا السنة فإما خير تعجّلونه إليه أو شر تضعونه عن رقابكم، حمل الجنازة يا جماعة على الأكتاف يعني معناها حمل الموت هالي نحن غافلين عنه أما وضع النعش في السيارة حيث لا ليس يحمله أحد حيث لا يراه أحد ... تغطية ها السيارة التي فيها النعش بالورود بحيث أنه كأنه هناك عريس أو عروس، هذا كله ضرب للهدف الذي يرمي إليه الشارع بمثل هذه الآداب الإسلامية الخاصة التي سمعتموها وإذا مات فاتّبعه مشان إيش؟ مشان تتذكر الموت، وين الموت اليوم ؟ مادام حصرناها في السيارة وغلفناه بهذه ال ... هالي بتبعد الناس عن التفكير بالموت ثم مابال المشيعين بعد ذلك لا يمشون مع السيارة مشيا وإنما يمشون أيضا ركوبا؟ لبعد المسافة؟ صعب حمل الجنازة من مسافة بعيدة لكن الي يمشي له إنسان مسافة ربع ساعة ونصف ساعة لو كان في لهو أو في لعب ما بيخطر في باله أبدا ها التعليل هذا الناعم أنه هذه نعمة من الله تبارك وتعالى، خلاصة القول يجب أن نفرق بين الأوضاع العامة، ففي الأوضاع العامة الجنازة يجب أن تشيع على السنة، تحمل على الأكتاف، يتبادل الناس ويتعاونون على حملها، يشارك كل منهم بأن يحمل الموت على أكتافه هالي هو غافل عنه طيلة حياته، هذه في المبدأ العام أما والله المسافة بعيدة، مات في البرية مثلا وبدهم يدفنوه في مقبرة إيش؟ القرية أو البلدة، ما في مانع أن تحمل لكن ضروري أنه تجيب حتى في البرية السيارة الخاصة بحمل الجنازة والمغلفة بهذه الورود، هذا كله تضليل وتصريف للناس عن الحقائق الشرعية هلي عم ينصرفوا فيها عمليا فضغثا أيضا كما نقول أن يصرفوا عنها فكريا، تُزين لهم هذه الأعمال بمثل هذه التعليلات والواقع أنه هذه تعليلات غير واردة في أكثر الصور، أصبح اليوم موضة العصر الحاضر، تشييع الجنازة على هذه الصورة المخالفة للسنة، نسأل الله عز وجل أن يتوفانا على السنة على الكتاب والسنة، أي نعم .
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.