تتمة شرح حديث إيراهيم بن الأشتر وهو قوله " ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال " وذكر سقط وقع فيه المنذري وتبعه على ذلك الهيثمي . حفظ
الشيخ : ووضعوا سياطهم في نحورها فالظاهر أنه المقصود أنهم علقوا السياط التي يسوقون بها رواحلهم على الرواحل ليبتدرونه ليتوجهوا إلى حيث أبو ذر يُحتضر قال ووضعوا سياطهم في نحورها يبتدرونه فقال يعني فجاؤوا إليه فقال أبشروا فإنكم النفر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال ( يشهده عصابة من المؤمنين ) يُشير إلى هذه الجملة ثم هنا سقط أيضا غريب ما أدري إذا كان المؤلف قصره وليس هذا من شأن المؤلفين والغريب أنه توارد عليه أو تبعه فيه الهيثمي في مجمع الزوائد، هذا السّقط نصه بعد قوله فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( ما من امرأين مسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا وصبرا فيريان النار أبدا ) ، هذا في الواقع يُفيدنا أن الصحابة كانوا حريصين على تبليغ العلم حتى في آخر رمق في حياتهم وإلا ما في مناسبة ليتحدث أبو ذر بمثل هذا الحديث ثم هنا نكتة أخرى وهي أننا نعرف عن الصحابة أنهم مع حرصهم في تبليغهم للعلم إلى الناس كانوا يظنون ويحرصون على عدم إشاعة الأحاديث المتعلقة بالترغيب فكان أحدهم لا يحدث بمثل هذه الأحاديث إلا تبرئة لذمته وذلك في آخر رمق من حياته وهذا أحسن مثال على ذلك فهناك في صحيح مسلم أن معاذ لما بشره الرسول عليه السلام في القصة المعروفة بأن ( من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه حرّم الله بدنه على النار ) يقول ما حدّث بها معاذ إلا في آخر حياته تأثما يعني خشية أن يقع في إثم كتمان العلم، كذلك غيره مثل عبادة بن الصامت فيما أذكر في صحيح مسلم أيضا أبو هريرة أيضا قال فلولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بهذا الحديث، ذكر الآية (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات )) إلى آخرها وذكر حديث أن من مات لا إله إلا الله دخل الجنة فيمكن أن يكون تحديث أبي ذر لهذا الحديث من هذا الباب لأنه فيه بشارة ( ما من امرأين مسلمين زوجين يموت لهما ولدان أو ثلاثة فيحتسبان هذا الولد عند الله ويصبران على ذلك إلا لم يدخل النار أبدا )، هذه بشارة عظيمة جدا والتحديث بها بدون توضيح وتعليق كأن يقال مثلا هذا ليس معناه أنه دخل الجنة ولم يدخل النار مطلقا لو كان عامل تسعة وتسعين لا يعاقب على ذلك ولا يحاسب وإنما المسألة فيها تفصيل حسب الإنسان حسب كثرة ذنوبه لكن مثل هذه البشائر يقينا أن من كان من أهلها دخل الجنة ولا بد لكن من يدخلها بعد أن يُصبح في النار حم حم إيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : حممة سوداء ومنهم من يدخل النار تمسه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ومنهم منهم من لا يُحسّ بها إطلاقا، نسأل الله أن ... من هؤلاء الأخرين، الشاهد ففي هذا الحديث ها البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته.
السائل : ... .
الشيخ : حممة سوداء ومنهم من يدخل النار تمسه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ومنهم منهم من لا يُحسّ بها إطلاقا، نسأل الله أن ... من هؤلاء الأخرين، الشاهد ففي هذا الحديث ها البشارة العظيمة جدا فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يحدثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته.