شرح قول المصنف رحمه الله : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وفي رواية لمسلم وغيره ( أصغرهما مثل أحد ) وفي رواية البخاري ( من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط ) ". حفظ
الشيخ : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من شهد الجنازة حتى تدفن يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان ) قيل وما القيراطان ؟ قال ( مثل الجبلين العظيمين ) وفي حديث سيأتي ( مثل أحد ) القيراط مثل أحد، جبل أحد قال في هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم وغيره ( أصغرهما ) أصغر الجبلين العظيمين قال ( أصغرهما مثل أحد ) وفي رواية للبخاري ( من اتّبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يُصلي عليها ويُفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تُدفن فإنه يرجع بقيراط ) في هذا الحديث التفصيل الذي ذكرناه آنفا أن التشييع على نصفين النصف الأول له أجر قيراط والنصف الثاني له أجر قيراط آخر فمن شيّع جنازة من ساعة خروجها إلى أن يُصلى عليها إلى أن تُدفن رجع من الأجر بقيراطين وكل قيراط مثل جبل أحد أو الرواية الأخرى ( أصغر القيراطين مثل جبل أحد ) والقيراط في اللغة يختلف اختلاف بعض البلاد ففي أكثر البلاد القيراط هو جزء من عشرين وهنا في البلاد الشامية ولا أدري لعله الأمر لا يزال كذلك وهذا ما أظنه هو جزء من أربع وعشرين فالقيراط جزء من عشرين أو من أربع وعشرين هذا الذي يشيّع الجنازة من بيتها إلى قبرها له أجر قيراطين كل قيراط مثل جبل أحد ولكن هل هذا التشييع أو هذا الأجر يحصل عليه كل مشيّع خاصة إذا شيّعه من بيته إلى المسجد ثم لم يدخل المسجد أو من بيته إلى المصلى حيث تُصلى أو يُصلى الجنازة فيه، لا شك أن الذي يحصل على أجر القيراطين أو على الأقل القيراط الواحد يشترط فيه ما سمعتموه في بعض روايات الحديث إيمانا واحتسابا فخرج من هذا كل من يشيّع الجنازة لسبب آخر غير الاحتساب والتقرب به إلى الله تبارك وتعالى وهذا هو المشاهد اليوم أن تشييع الجنازة صار من باب رفع المسؤولية أو صار كما أعتقد وأسميه دائما وأبدا هو نفاق اجتماعي فقلّ جدا جدا من يشيّع الجنازة ليحصل على هذا الثواب والأجر العظيم المذكور في هذا الحديث وسيأتي في بعض الأحاديث القريبة أن أحد الصحابة الأجلاء لم يكن عنده علم بهذا الحديث الذي يعود الفضل الأول إلى حفظه لهذه الأمة ممن سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو أبو هريرة هذا الرجل الفاضل يعود إليه الفضل الأول في حفظ هذا الحديث لأنه خفي على بعض الصحابة العبّاد الزهّاد ستسمعون أنه جرى نقاش بين بعضهم حول هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة واقتضى الأمر أن يسألوا السيدة عائشة فصدقته في حديثه فقال ذلك الصحابي وهو ابن عمر وما أدراكم من ابن عمر لقد ضيعنا قراريط كثيرة .