بيان أن الأجر الذي يكون بالابتلاء يستفيد منه المسلم الموحد فقط حفظ
الشيخ : ثم هنا شيء لا بد من التنبيه عليه ألا وهو أن هذا الأجر الذي يُعطاه العبد المؤمن على بلائه وصبره عليه إنما هو بالنسبة للعبد المؤمن الموحد العبد المؤمن الموحد الذي لا يُشرك بالله شيئا، وهذه نقطة في الواقع إذا ما تذكرناها نجد أن كثيرا من هؤلاء المسلمين الذي يُبتلون في أنفسهم بشتى البلاء والأمراض لا يستفيدون من هذا البلاء شيئا ولو صبروا عليه ذلك لأنهم كما قررنا ذلك مرارا وتكرارا أن شأنهم كما قال الله عز وجل (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فأكثر الناس ما يؤمنون إلا وقد خلطوا مع إيمانهم شركا وقد يكون شركا أكبر كأولئك الذين يدعون غير الله ويستغيثون بغير الله ويطلبون رفع البلاء من بعض الصالحين والأولياء ولذلك أقول فلنعما هذا الحديث الذي جاء يشترط فيه هذا الشرط فيقول الرسول عليه السلام ( ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزّل ما أصابه من البلاء بغير الله أو يدعو غير الله في كشفه ) ، ففي هذا الحديث بيان أن أي بلاء يصيب المؤمن فذلك كفارة وطهور له لكن بشرط واحد وهو أن لا يصرف هذا البلاء إلى غيره أي إلى غير الله فلا يطلب رفعه من غير الله عز وجل فإذا ما فعل ذلك كان بلاءه من الله إياه " ضغثا على إبالة " يعني كما يصاب الكافر في بدنه وماله فليس له من وراء ذلك أي شيء من التكفير للسيئات ورفع الدرجات وإثابة حسنات فيجب أن نتذكر إذًا كلما قرأنا حديثا فيه الفضل في الصبر على البلاء أنّ هذا الفضل لا بد أن يكون مقيدا بما إذا كان صابرا على البلاء مؤمنا موحدا لا يُشرك بالله شيئا، نكتفي بهذا الحديث في هذا الدرس لنعود إلى الجواب عن الأسئلة والأستاذ عيد يقدم الأهم منها فالأهم .
عيد عباسي : نعم .