بيان أسباب النجاة من فتنة الدجال و بيان وجوب الإيمان بعلامات الساعة كما وردت في السنة الصحيحة و عدم تأويلها . حفظ
الشيخ : لذلك فيجب الإيمان بأن الدجال لابد أنه سيخرج في آخر الزمان وأنه يفتتن به كل ضعيف الإيمان وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن من اعتاد قراءة العشر الأول من سورة الكهف أمن فتنة الدجال ولخطورتها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ منها في صلاته ويأمر بذلك كل مصلّ فكان عليه الصلاة والسلام يقول ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أبع يقول اللهم إني إعوذ بك من عذاب جهنم ومن فتنة القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فاستغاذة الرسول عليه السلام وأمره بالإستعاذة دليل على خطورة هذه الفتنة لذلك إذا كنا نتصور أنّ الدجال الأكبر بعيد عنا الآن فذلك لا يسوغ لنا أن لا نؤمن بخروجه إيمانا منا وتصديقا بالمخبر به ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب أن نتذكر بهذه المناسبة أن تأويل الدجال أو الدابّة أوطلوع الشمس من مغربها بتآويل تلتقي مع مفاهيم الناس جميعا يجب أن نعلم أن الذي يحمل الناس على مثل هذا التأويل هو قلة إيمانهم أو ضعف إيمانهم لأن هذه الأمور غيبية ثم كثير منها هي من خوارق العادة والناس قد ألفوا العادات فيصعب عليهم الخروج منها ليس فقط عملا بل وفكرا واعتقادا فمجيء إنسان كهذا الدجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر إلى آخر المخاريق التي أشرنا إليها آنفا هذا أمر غير معتاد لدى الناس جميعا ولذلك لا تتّسع عقولهم المادية للإيمان بهذه الأخبار الشرعية فيجب أن نتذكر أن عدم الإيمان بها بعد ثبوتها إما كتابا كطلوع الشمس من مغربها كتابا وسنة كهذه الآية وإما كخروج الدجال الأكبر وقد تواترت الأحاديث الصحيحة فيه عدم الإيمان بهذه الحقائق هو دليل فقدان الإيمان كلا أو جلا وقد قال الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين المتقين أول ما وصفهم به هو الإيمان بالغيب فقال (( آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة )) فأول شرط الإيمان هو الإيمان بالغيب فكل ما اتسع إيمان المسلم بما جاء في الكتاب والسنة والسنة الصحيحة كلما كان أقرب إلى الله تبارك وتعالى وكل ما ضاق أفق تفكيره وقلبه عن أن يؤمن بآيات ربه وأحاديث نبيه كان ذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان فيجب إذا أن نعرف أن من عقائد المسلمين الإيمان بخروج الدجال في آخر الزمان.