تتمة شرح حديث أبي هريرة الوارد ذكره في الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : وهو قوله : " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ) رواه مسلم ". الكلام على قوله : (...أو الدابة ) . حفظ
الشيخ : لا نزال في حديث ( بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ) تكلمنا على ... المتقدّمة طلوع الشمس من مغربها و الدخان و الدجال ثم قال عليه الصلاة والسلام ( أو الدابة ) ودابة الأرض هذه التي جاء ذكرها في القرآن الكريم (( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون )) هذه الدابة لم يأتِ في السنة الصحيحة شيء أكثر مما تضمنه هذا الحديث مع الآية المذكورة وجامع ذلك أنها آية من آيات قيام الساعة أما ما يذكر في بعض الكتب التي تجمع ما هب ودب من الحديث ما لم يصح منه وما يصح فلا ينبغي الإعتماد على شيء من ذلك فهاهنا مثلا في شرح للترغيب والترهيب في العصر الحديث يذكر أوصافا غريبة بناء على أحاديث ضعيفة مثلا يقول لها أربع قوائم وريش وجناحان وقيل لها رأس ثور وإلى آخره فكل هذه الأوصاف لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ألمحت إليه آنفا أنها من أشراط الساعة من ذلك مثلا ما صح عن النبي صلّى الله عليه وسلم ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها ولم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض ) أيضا ليس في هذا الحديث أكثر من أنها أشراط الساعة الكبرى وفي حديث آخر جاء في ذكر طلوع الشمس والدآبة جاء فيه هذه الفائدة قال عليه الصلاة والسلام ( فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا ) فإن طلعت الشمس من مغربها قبل خروج الدابة فالدابة تتلوها أو العكس إن خرجت الدابة قبل طلوع الشمس فعقبها تطلع الشمس من مغربها هذا كل ما يمكن أن يقال في دابة الأرض وما سوى ذلك فهو رجم وظن لا يغني من الحق شيئا.