شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله : " وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم " . حفظ
الشيخ : وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وصل بنا الدرس الماضي من كتاب الترغيب والترهيب إلى الحديث السابع والعشرين من نسختي وهو قوله رحمه الله وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) طوبى هنيئا له أو شجرة له في الجنة فهي بشارة له وأنه من أهل الجنة من هو ( لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا ) لا مقترا عليه في الرزق ولا موسعا وليس ذلك رغما عنه وإنما من القناعة في نفسه حيث قال ( وكان عيشه كفافا وقنع ) أي رضي بما قسم الله عز وجل له كما جاء في الحديث الصحيح ( وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) ومثل هذا الحديث الحديث الآتي بعده لكن الحديث الأول رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وفي هذا التخريج شيء من التساهل أو السهو في التخريج ذلك لأنه وجد من الرواة والمخرجين له من هو أعلى طبقة من المخرّج الثاني لهذا الحديث ألا وهو الحاكم ذكر أن الحديث رواه الترمذي والحاكم بينما هناك مخرج آخر هو أرقى طبقة من الحاكم وأصفى رواية منه ألا وهو ابن حبان في صحيحه فكان حقه لو أراد الإيجاز في التخريج أن يقول رواه الترمذي وابن حبان إن كان يريد أن يقنع في التخريج لاثنين وإن زاد فهو خير فإذا كان ينبغي أن يقول رواه الترمذي وابن حبان والحاكم ولكن هذا مما لا ينجو منه إنسان فقد يفوته مخرج فلا بأس من أن يضم إلى المخرجين المذكورين في الكتاب هذا المخرج الثالث ألا وهو ابن حبان في صحيحه.