قال المصنف رحمه الله : " وروى أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الثواب عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم ". وبيان وقوع تصحيف في الكتاب . حفظ
الشيخ : لكن يذكر المصنف رواية عن بعض المحدثين فيها غرابة يقول روى أبو الشيخ ابن حبان هكذا في الكتاب لكن أبو الشيخ إذا اجتمع أبو الشيخ وابن حبان فهو تصحيف والصواب ابن حيان أبو الشيخ وابن حبان لا يجتمعان والصواب أبو الشيخ ابن حيان في كتاب ... روى عن سعيد بن عبد العزيز أنه سئل ما الكفاف من الرزق قال شبع يوم وجوع يوم هذا زاد أو ضيق في الكفاف حيث قال شبع يوم وجوع يوم لكن المعنى المعروف هو أن يرزق ما يكفيه وهذا بلا شك في كل يوم وليلة وليس أن يجوع فمن جاع لم يرزق الكفاف وهذا في الواقع هذا الحديث والذي قبله إنما فيه حظ للمسلم على أن يرضى بالإعتدال في الأمور فلا هو يطلب الرزق الواسع خشية أن يشغله هذا الرزق و ... عن القيام بما يجب عليه من الأمور كما أنه لا يحمل على نفسه ولا يشق عليه بأن لا يقدم إليها حاجتها وكفافها وما هو توجيه كثير من الصوفيين والطرقيين الذين يزعمون أن من وسائل تربية النفس الأمّارة بالسوء إنما هو التجويع وتأكيدا لذلك جاء في كتاب "إحياء علوم الدين" حديث طرفه الأول صحيح وطرفه الأخير باطل لا أصل له أما الطرف الأول الصحيح فهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم ) هذا هو الصحيح زاد في الإحياء ( فضيقوا مجاريه بالجوع ) يعني العروق بالجوع هذه الزيادة لا أصل لها والحمد لله كما نص على ذلك مخرج ذلك الكتاب ألا وهو الحافظ العراقي، ومن أخطاء بعض العلماء التي لا ينجو منها أي عالم على وجه الأرض أن هذه الزيادة وقعت حتى في بعض كتب شيخ الإسلام بن تيمية هذا مما يذكر طالب العلم بأن الإنسان لايزال عالما ما ظل طالبا للعلم وأنه لا أحد يولد عالما فيتبين لنا في مطالعتنا لكتب العلماء المكثرين من التأليف تغايرا بين تأليف وتأليف بين بحث وآخر وذلك سنة الله في خلقه وأن الإنسان كما يكون صبيا يبدأ يطلب العلم ثم لايزال يترعرع ويزداد علما يوما بعد يوما حتى يستوي إلى مرتية من مراتب أهل العلم ولكن مع ذلك لايزال بحاجة وبحاجة مصداقا لقوله تعالى (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والعلماء لا سبيل لهم لتحصيل العلم إلا بطريق التلقي تلقي الخلف عن السلف أن يأخذ التلميذ من شيخه وأن يأخذ الطالب من كتب من سبقه من أهل العلم ليزداد علما على علم ومن الظاهر أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لم يتلقى ... ابتدائه طلب العلم وهذا أمر طبيعي أن كتاب إحياء علوم الدين فيه ما فيه من أحاديث ضعيفة وموضوعة فهو درس هذا الكتاب وكانت عنده حافظة عجيبة وعجيبة جدا فرسخت محفوظات هذا الكتاب في حافظته ثم إذا ما سئل عن مسألة أفاض في الجواب عليها بذكر الآيات والأحاديث ثم مع الزمن بدأ يصفي معلوماته سواء من ناحية الرواية أو من ناحية الدراية فنجد في بعض كتبه آثارا من دراسته الأولى حيث كان لايزال في طلب العلم ... أن هذه الزيادة في هذا الحديث تلقاها هو من الإحياء أو من غيره من أمثال كتب الإحياء التي فيها أحاديث مما هب و دب فكما قيل في الإحياء نقول من باب أولى في شيخ الإسلام بن تيمية ... ولكن الله عز وجل أنعم على شيخ الإسلام بالعلم الصحيح فيما بعد حتى صار مرجعا في ذلك حتى في علم الحديث بصورة خاصة إلى درجة أن بالغ الحافظ الذهبي فقال " كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث " نعتقد أن في هذا شيء من المبالغة ولكن العلماء حينما يريدون أن يظهروا منزلة العالم في علم ما لا سيما إذا كان مظلوما فشيخ الإسلام بن تيمية مهضوم الحق فيقولون مثل هذا الكلام كل حديث لا يعرفه بن تيمية فليس بحديث.
إذا الكفاف المذكور في هذين الحديثين هو ما يكفي الإنسان ما ينقص عن حاجته ولا يزيد هذا هو الوسط وخير الأمور أوسطها.
إذا الكفاف المذكور في هذين الحديثين هو ما يكفي الإنسان ما ينقص عن حاجته ولا يزيد هذا هو الوسط وخير الأمور أوسطها.