الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة ، وذكر أمثلة على ذلك . حفظ
الشيخ : وبهذه المناسبة أذكّر بأن لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بحثا هاما جدا في موضوع التفريق بين المصلحة المرسلة التي ينبغي أو يجب الأخذ بها وقد يسمّيه البعض ببدعة حسنة وبين المصلحة التي لا يجوز الأخذ بها، هو يقول ونعمّا ما يقول " إن الأمور التي تحدث للمسلمين ويترتب من ورائها مصالح لهم ينبغي النظر إليها، هل المقتضي للأخذ بهذا الذي حدث كوسيلة وكسبب لتحقيق مصلحة إسلامية، هل المقتضي للأخذ بهذا السبب كان قائما في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أم لم يكن قائما؟" يقول "فإذا كان المقتضي قائما في عهد الرسول عليه السلام ويوجب الأخذ بهذا السبب على اعتبار أنه يحقق مصلحة ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم لم يأخذ بهذا الذي حدث على اعتبار أنه يحقق مصلحة فالأخذ به حينذاك بدعة" فلماذا؟ لأنه لو كان الأخذ بهذا السبب شرعا لأخذ به الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه معصوم عن أن يغفل عن سبب فيه خير للمسلمين لو كان رب العالمين يُريد تشريعه للمسلمين والرجل هو يضرب على ذلك مثلا أو أنا أضربه توضيحا وبيانا، الأذان وهذا مثل واضح جدا نتبعه بمثل أخر مما كنا في صدده، الأذان لغير الصلوات الخمس لا أقول لصلاة العيد مثلا، لغير الصلوات الخمس يدخل فيه صلاة العيد، صلاة الاستسقاء، صلاة الجنازة وهكذا هل فيه فائدة أم لا توجد فيه فائدة؟ الأذان لصلاة العيد لا شك أننا إذا تجرّدنا عن الاتباع لما كان عليه الرسول عليه السلام وحكّمنا عقولنا التي اعتدنا نحن غير السلفيين على تحكيمها في كثير من حوادث الأمور لكان الجواب شو فيها؟ يا أخي ما فيها شي وأنا بقول معهم كذلك شوف فيها إذا أذنّا لصلاة العيد؟ لا شك أنكم إن تجرّدتم عن الاتباع ولو فرضا سيكون جوابكم والله ما فيها شي، ذكر الله وإعلانه لا إله الله ما فيها شي، الأذان الذي يفعله بعضه الناس في بعض البلاد، في حلب كثيرا وهنا ربما قليلا حينما ينزلون بالميت القبر يقفون على القبر ويؤذّن مؤذّنهم شو فيها؟ ما فيها شي ذكر لله عز وجل، طيب نحن بنقول كمان إذا تركنا هذا الأذان عند القبر أو صلاة العيد أو الاستسقاء كمان بنقول نحن شو فيها، إذا تركنا يعني بنقابل شو فيها تبعهم بشو فيها تبعنا أنتم بتقولوا شو فيها إذا فعلنا ونحن بنقولهم شو فيها إذا ما فعلنا وهم حتما لا يستطيعون وسيكون لنا الثلج والغلب عليهم بالحجّة فيما بعد لكن مبدئيا هم إذا قالوا شو فيها إذا فعلنا بنقلهم نحن شو فيها إذا ما فعلنا.
نحن نتبع السنّة فلا نفعل هذا الشيء وأنتم تتبعون ماذا؟ تتبعون أهواءكم وعاداتكم، طيب الأن نقول هل هناك مصلحة خاصة في مثل صلاة الاستسقاء والناس مجتمعون في المسجد فيبدوا للإمام أن يستسقي فبدل ما يعلن إعلان عادي فيؤذن المؤذن في المسجد ويقول الصلاة جامعة بالإضافة إلى الأذان والسنّة أن يقول الصلاة جامعة لكن أيضا نعود إلى قولهم في ها المناسبة وغيرها شو فيها يا أخي زيادة الخير خير، في السنّة الصلاة جامعة أو الصلاة جامعة لكن زيادة الخير خير بنأذّن، هل هناك إعلان في هذا الأذان أم لا؟ لا يمكن إنكاره، طيب المقتضي لهذا الإعلان في زمن الرسول عليه السلام كان قائما أم لا؟ كان قائما، طيب مادام الرسول ما فعل هذا فليس من السنّة أن نفعل نحن هذا لأن المقتضي كان قائما في عهد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم، هذا المثال واضح جدا يبيّن لهم الدقة التي شرحها ابن تيمية في كتابه العظيم "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"