كلمة حول خطأ المأمومين في مسابقة الإمام في التأمين، وشرح حديث ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنوبه ) حفظ
الشيخ : وقبل أن تتوارد علينا الأسئلة أريد أن أذكّر بخطأ شائع ومتكرّر في كل صلاة جهرية وهذا الخطأ هو أن الإمام في الصلاة الجهرية لا يكاد يقول (( ولا الضالين )) إلا ويُبادر المقتدون إلى قولهم آمين، هذا خطأ أعني هذه المبادرة وهذا الاستعجال في التأمين خطأ لمخالفته لقول النبي صلى الله عليه وأله وسلم ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) وفي رواية ( إذا قال الإمام آمين فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) فقوله عليه السلام ( إذا أمّن فأمّنوا ) مثل ( إذا كبر فكبروا ) أي إذا كبّر الإمام فعقِّبوا على تكبيره بتكبيركم، ( إذا أمّن الإمام ) فعقِّبوا على تأمينه بتأمينكم، كذلك في حديث أخر في صحيح مسلم ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) .
فإذًا يجب على المصلين إذا قال الإمام (( غير المغضوب عليهم ولا الضآلين )) أن يصبروا فإن كان الإمام يجهر بآمين كما هو السنّة فالأمر واضح بالنسبة إليهم في تحديد مكان تأمينهم، وذلك إذا فرغ الإمام من قوله آمين، حينذاك يبدأ المقتدون بقولهم آمين.
أما إذا كان الإمام لا يجهر بآمين كما هو واقع كثير من أئمة المساجد من الحنفيّة وغيرهم فحينذاك لا بد للمقتدي من الاجتهاد والتقدير، فإذا سمع الإمام قال (( ولا الضآلين )) يُقدِّر زمنا يتسع لقول الإمام في نفسه آمين ثم هو في بعد ذلك يقول آمين.
يعني بطريقة سهلة مبسّطة إذا قال الإمام (( ولا الضآلين )) أنت أيها المقتدي خذ نفس بمقدار ما تأخذ نفس أنت بيكون هو تلفظ بآمين فتقول أنت بعد ذلك آمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الحديث في الواقع من.
أهلا مرحبا.
السائل : ... .
الشيخ : مرحبا كيف حالك؟
السائل : سلّمك الله.
الشيخ : هذا الحديث يبيّن فضيلة هذه السنّة السهلة البسيطة فإن فضيلتها أن قائلها كما أمَر الرسول عليه السلام يغفر الله له ذنوبه كلها ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفرت له ذنوبه ) لكن مغفرة هذه الذنوب بهذه السنّة لا تتحقّق بمسابقة الإمام لأنه في هذه الحالة يكون المؤمِّن قد سبق الإمام وعَكَس قول الرسول عليه السلام ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) .
ويكون قد فعل إذا لم يؤمّن الإمام أو قبل أن يؤمّن الإمام فأمّن أنت والحديث يقول بعد أن يؤمّن الإمام فأمّن أنت.
لذلك يجب أن نتنبّه لهذا الحديث لسببين اثنين، أولا لأنه يُبسّط طريقة عدم مسابقة الإمام في التأمين، يُبسّط ويشرح، وثانيا يحقق قول الرسول عليه السلام إنما جُعِل الإمام ليؤتمّ به فالإئتمام بالإمام ما بيكون بمسابقته وإنما بيكون بمتابعته.
فأرجوا أن تلاحظوا هذا وأن تتذكّروا أولا لأنفسكم وثانيا لغيركم، فإني حتى الأن لا أدخل مسجدا ولا أصلي في جماعة سواء إماما أو مقتديا إلا وأجد الناس كلهم يُخطئون هذا الخطأ الشائع، لا يكاد الإمام يفرغ من قوله (( ولا الضآلين )) إلا ضج المسجد بآمين.
السائل : ... أستاذ.
سائل آخر : ... بيأمن على دعائه وهو ما ... مع الإمام.
الشيخ : نعم، في هنا فرق بين إنسان يجيب دعاء من عنده وهذا لا يجوز طبعا لأنه اختراع وابتداع في الدين وبين مخالفة النص وتعكيسه، فنحن يا جماعة يتّبعون السنّة نتنبّه أنه هذا الدعاء لا أصل له ولكن أولى وأحرى أن نتنبّه لقوله عليه السلام ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) فإذا سمعنا قول الإمام (( ولا الضآلين )) نصبر حتى نسمع تأمين الإمام أو نُقدّر إذا كان لا يجهر بالتأمين، نُقدّر أن الإمام الأن فرغ من قول آمين فنقول نحن آمين، لماذا؟ أولا لتنفيذ هذا الأمر ( إذا أمّن فأمّنوا ) وثانيا أن يستحق بذلك هذه المغفرة والمغفرة هو أثمن شيء يحظى به المسلم في هذه الحياة الدنيا، فالله عز وجل يقول (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فإذَا نحن عبدنا الله استحقنا مغفرته ورضاه ولا يكون هذا الاستحقاق إلا بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاصة فيما أمرنا به.
هذا الذي أردت التنبيه عليه وأكرّر رجاء بأن تلاحظوا هذا في كل صلواتكم حينما تكون الصلاة جهرية حتى لا تأثموا بمخالفة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ) أولا وحتى لا تخسروا هذه الفضيلة وهي مغفرة الذنوب لموافقتكم قول الملائكة، وما معنى موافقة المسلم للملائكة؟ معنى ذلك أن الملائكة كما وصفهم الله عز وجل بقوله (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) فإذا كنا نحن أمِرنا بعدم مسابقة الإمام، فماذا تظنون بالملائكة الكرام أيُسابقون الإمام أم يتابعونه؟ لا شك أنهم يتابعونه، ومعنى هذه المتابعة أن الملائكة لا تقول آمين إلا بعد قول الإمام آمين، فإذا قلنا نحن أيضا كذلك آمين تطابق تأميننا مع تأمين الملائكة وكان في هذه المطابقة استحقاق مغفرة الله تبارك وتعالى، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
...
الشيخ : تفضل.