إذا وجدت مسلما يقاتل مع جماعة إسلامية هل أقاتله أم أدعو له بالهداية ؟ حفظ
السائل : ... في مع جماعة إسلامية أن أقاتله وأن أدعوا له مع جواز الدعوة له بالهداية.
الشيخ : كيف بتصير هاي المقاتلة أنا قلت لكم المقاتلة هذه لها زمن يجب أن تتقدّموا، شو بتعني المقاتلة؟
السائل : المسلمون لما خرجوا من الجزيرة العربية وجاؤوا إلى بلاد الشام عرضوا ثلاث أمور على الروم ثم قاتلوهم فطبيعي أنه يجوز للمسلمين أن يدعوا بالهداية للروم فكيف نستسيغ في نفس الوقت يجوز لنا أن ندعوا بالهداية لهم ونقاتلهم، ليه ما نتركهم حتى يهديهم الله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : إيه ما في تنافي إذا علمت أو تذكّرت الغاية من القتال، الغاية من الجهاد هو إدخالهم إلى الإسلام لكن الناس ما بيجوا كلهم بالمنيحة بالتي هي أحسن ومتى نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فالغاية من القتال هو الشهادة الإيمان يعني لله بالوحدانية وللرسول بالرسالة والغاية من الدعاء أليس هو هذا أيضا؟
السائل : لكن سلكوا الطريق هذا.
الشيخ : أليس هو هذا؟ أنا عارف الطريقة أنت عم تستدرك علي، ما تستدرك عارف أنه هذا الطريق المقصود فيه الهداية وهذا طريق المقصود فيه الهداية فما في تنافي بين الطريقين ولكن تارة يجد المسلم نفسه قانعا بالطريق الأولى بقضية إيش؟ الدعاء وتارة يجد نفسه أنه هذا لا يكفي ولم يُحصِّل المقصود الأكبر فلا بد من الجهاد في سبيل الله لتحقيق ما كنت تقصده بنفس الدعاء ولكن الدعاء كما قلت لك في أول الكلام قد لا يُحصّل الغرض المنشود في بعض الأحيان وكثير من الأحيان فشرع الشارع الحكيم سببا أخر في استعمال القوة لتحقيق الغرض من الوسيلة الأولى، مثال يُقرّب أدندن حوله تماما قوله عليه الصلاة والسلام (من سألكم بالله فأعطوه ومن استعانكم بالله فأعينوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافؤوه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه ) .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فنجد الرسول عليه السلام في هذا الحديث جعل طريقين للمكافأة ( ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه ) من صنع إليكم معروفا ماديا فكافئوه مكافأة مادية فإن لم تستطيعوا أن تكافؤوه فادعوا له حتى تعلموا أن كافأتموه فالمكافأة المادية مو كل إنسان يستطيعه لذلك جعل الرسول عليه السلام لهذا العاجز عن المكافأة المادية طريقا أخرى تهدف أنت له اللهم إجزه خيرا اللهم وفقه اللهم أغنه بحلالك عن حرامك إلى أخره ولسهولة هذا السبيل وهذا الطريق تجد الناس ركنوا إليه خاصة المشايخ أمثالنا فلما واحد بيقدم لهم هدية مادية تساوي كذا شلون بيكون المكافأة دعوة صالحة ويقنع ذاك المسكين بهذا الدعاء لأنه كأنه يتوهّم إنه ها اللي يدعيه له هو نبي ودعاؤه مستجاب عند الله ولو كان الأمر كذلك بتوفّي معه بالطبع، قدم له مثلا هدية تسوى عشرة عشرين مائة مائتين دعا له دعوة فيه صلاح الدنيا والأخرة بتوفّي معه لكن هذا ما هو نبي وإذا كان بالمناسبة ابن عمر أعطى لعمر نفسه يُروى عنه أنه جاءه ذات يوم إنسان فقال له ادعو لي يا عمر قال له أأنبياء نحن إي هذا عمر الفاروق هو الذي يخاف الشيطان منه لكن من عجائب المفارقات أنه هو بيخاف من الشيطان ( ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك ) هذه شهادة الرسول عليه الصلاة والسلام له مع ذلك هو بيخاف من الشيطان أكثر مما نخاف نحن من هذا الشيطان بدليل أنه لما شاف الناس عم يتردّدوا عليه ويتبرّكوا فيه ويطلبوا الدعاء منه طلع هو عليهم قلهم شو أنبياء نحن، دائما تطلبوا منا الدعاء كأنه نحن إيش؟ يعني ما بيدخلنا الغرور والعجب مانا أنبياء نحن ومانا معصومين.
فإذًا هو بيخاف من الشيطان، المقصود من الكلام توسّعنا شوية فالرسول عليه السلام كما جعل طريق المكافأة طريقين مادي ودعائي كذلك طريق هداية الناس له سبيلين، سبيل في متناول أضعف الناس كقولك جزاك الله خيرا لمن أهداك إليك مالا، وسبيل ليس ميسّرا لكل الناس بل لبعضهم بل وهذا البعض أيضا ليس ميسّرا له الجهاد كما نحن وضعنا في هذا الزمان، فإذًا كون الدعاء يشرع للذي عاند وأصر كما يشرع له الجهاد ما في منافاة بين الأمرين لأنهما يلتقيان في سبيل تحقيق غرض واحد حول الموضوع، تفضل.