هل نحكم بالكفر على من وقع في البدعة ؟ حفظ
الشيخ : هنا فيه سؤال هناك عدد كبير من المسلمين يتخذون طريقة دينية في عبادتهم ولا تنتمي إلى أحد الطرق الشائعة ربما هناك يوجد فيها بعض الأخطاء التي ربما تكون مضلة هل نستطيع نقول لهم بعد موتهم أن فلان كفر وما الحكم في ذلك ... المسألة تختلف فبعض المسائل كفر وبعض المسائل خطأ مخالف للشرع مثلا الذي يسرق و يزني ما هو كفر،فواحد مات وهو يزني أو سارق هو هو إلخ هذا نعتقد أنه ضال فاسق لابد نذكر أنه فاسق كذلك إذا علمنا ناسا من المسلمين يصلون ويصومون ويتصدّقون ويأتون بكثيرة من العبادات بأنها من الإسلام لكن يخالفون السنة في كثير من عباداتهم من طرقهم من أفكارهم فهنا نعتقد أنهم مبتدعة ولا يجوز أن نقول أنهم كفار ومعنى قول أنهم مبتدة أن الأصل في كل عباداتهم أنها لا تقبل عند الله عز وجل إذا كانت مخالفة للسنة ومع ذلك فبعض الناس من هؤلاء المبتدعة فيجوز أنه يكون معذور بسبب جهله أو أنه سأل من عنده من أهل العلم فأضله هو يظن أنه هكذا الشريعة فهذا النوع ليس كالنوع الذي يقيّض لهم من يبين لهم أنه خلاف السنة ثم يظل معاندا مستكبرا مخالفا للسنة فهذا شر من الأول بلا شك ولا ريب ومع ذلك فالشيء الذي نحن دائما نبيّنه لإخواننا هو أنه ما يكون ديدننا تكفير الناس بل حتى ولا تضليلهم يعني ما يقول فلان كافر وفلان ضال لأن الله هو الذي يحاسبه نحن يهمنا ننصح الناس ونذكرهم نقول أن فلان كافر فلان ضال لا بيفيدنا ولا يفيده حتى لو كان كشف لنا اللوح المحفوظ وجدنا مكتوب فلان كافر فلان ضال قلنا له يا فلان يا كافر يا ضال!! لا نحن نستفيد شيء ولا هو يستفيد شيء لكن إذا قلنا هذا ضلال هذا العمل الذي تفعله ضلال هذا العمل الذي تفعله كفر بيستفيد هو لأنه لا يعرف أن هذا كفر أو ضلال فعرفناه إستفاد فإن كان يريد الهدى يبتعد عن الكفر والضلال، هذا ما يريد يستفيد الله يحاسبه ونريد أن نذكّركم بمن يسأل أو كثير من إخواننا هناك حتى الكفر المكشوف أحيانا رب العالمين ... (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) لكن هذا النوع الذي قلت أنا الله بيغفره هو من النوع الذي ما يتحقق فيه صاحبه طبيعة الجحد، طبيعة العناد، يعني يذكر وهو عارف حاله ماذا يسوي مثل الكفرة الذين عاندوا الرسول وقاتلوه مثل أبو جهل وأبو لهب وأمثالهم من الذين عناهم ربنا تبارك وتعالى بقوله (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) هذا النوع من الكفر والشرك هو الذي عناه ربنا في الآية السابقة (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) أما الكفر الذي ما يعرف صاحبه أنه كفر فهذا قد يغفره الله عز وجل بل يغفره الله عز وجل إذا علم أن هذا الإنسان ما يعرف أن هذا كفر ومن الدليل على هذا الذي شرحته وبينته حديث البخاري من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( كان في من قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله قال لهم أي أب كنت لكم؟ قالوا خير أب، قال فإني مذنب مع ربي ولأن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ) كفر صاحبنا فيه شكّ؟ ليش كفر؟ شك في قدرة الله عليه ولأن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ( فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر ) شو عم بيخطط هذا أنه حتى الله لا يقدر عليه ( فلما مات حرقوه وأخذوا الرماد نصفه في الريح ونصفه في البحر فقال الله لذرّاته كوني فلانا فكان بشرا سويا، قال له ربنا تبارك وتعالى أي فلان ما حملك على ما فعلت؟ قال له يا ربي خشيتك قال له قد غفرت لك ) فهذا كفر بلاشك لأنه هو في الواقع بنفس الفكرة التي ذكرها الله في خاتمة سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ))
السائل : نسي خلقه
الشيخ : نعم ... المسكين هذا لكن شوف ربّنا عز وجل الحكيم العليم الرؤوف الرحيم علم من عبده هذا أنه كان مؤمنا بالله وقدرته ولكن بعلمه بظلمه وبجرمه مع ربه وأن الله عز وجل إذا قدر عليه عذبه عذابا شديدا ... هو بيعرف أن الله على كل شيء قدير لكن ... من عذابه فقال الله عز وجل قد غفرت لك الغرض من هذا ليس هو التشجيع على الكفر بلا شك بل وليس تشجيعا على الضلال الخطأ وإنما أن نصرف أنفسنا عن الحكم على أفراد الناس بأن فلان كافر وفلان ضال ... ما يجوز نحن نحكم عليه ... ما نعرف نحن ما في صدور البشر فنحن ماذا يهمنا من هذه المشكلة نحن يهمنا هداية الناس بإمكاننا هداية الناس بدون أن نأتي بلفظة التكفير والتضليل أبدا، نحن نقول لهم هذا ما يجوز، هذا سيء، هذه بدعة، هذا كفر، هذا ضلال إلى آخره كل مسألة نعطيها حقها أما أنت كافر، أنت ضال بيجوز يكون معذور هذا الإنسان فأيضا ... من التكفير و التّضليل قد يخطئ في هذا التكفير والتضليل لكن لما نقول هذا خطأ ما أخطئنا أبدا لأنه هذا خلاف السنة أو نقول هذا كفر ما أخطأنا لأنه كفر هو لكن ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه أهل الفترة هم كفار لكن ما يدخلون النار لماذا؟ (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) ... في توحيد الربوبية في توحيد الألوهية في توحيد الصفات لا أم يفهم معنى لا إله إلا الله إن كان أعجمي يفهم لا إله إلا الله فعامة السوريين يفهموا لا إله إلا الله فإن هذا الذي يفهموه بحكم قول العالم بمعنى لا إله إلا الله أو لابد من أستاذ من شيخ يعرف اللغة العربية يفهمهم معنى لا إله إلا الله نعم لابد أيضا نحن العرب زعمنا لابد من شيخ يعلمنا شو معنى لا إله إلا الله فهل نعلم اليوم الناس معنى لا إله إلا الله؟ لا إذا شفناهم تمسّحوا بالقبور، استغاثوا بالمقبور من دون الله عزّ وجلّ ما يهمّنا نبادر و نقول أنتم كفّار، أنتم مشركون هؤلاء ما بلغتهم الدعوة ... .
السائل : ... ما يتركه.
الشيخ : لا ما نتركه نبين له ... .
السائل : معنى لا إله إلا الله .
الشيخ : باختصار سأقول إنما جواب السؤال هذا أنه ليست وظيفتنا تكفير الناس وتضليلهم وإنما وظيفتنا إرشادهم وهدايتهم وتعليمهم بس.