الكلام على أهمية اهتمام الدعاة بالسنة وبيان ضلال دعوة من يدعو إلى الاهتمام بالقرآن وحده أو ما يسمون بالقرآنيين . حفظ
الشيخ : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )).
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أما بعد فقد تحدثت إليكم في الأمس القريب عن النقطة التي يجب على الدعاة الإسلاميين أن يبتدؤوا العمل بها وتكلمنا طويلا في تفصيلنا في ذلك أن الذي يجب البدء العمل به إنما هو التصفية والتربية ودندنا كثيرا على التصفية ولخّصنا ذلك بأنه يجب أن تكون التصفية لهذا الإسلام الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل هذه التصفية يجب أن تكون بناء على الكتاب والسنة وهذه النقطة أعتقد أنه لا يخالف فيها مسلم أي أن تكون التصفية قائمة على الكتاب والسنة ليس هناك خلاف في ذلك اللهم بالنسبة لبعض الطوائف الحديثة والحديثة جدا التي حدثت في هذا العصر الحاضر ولا أستبعد أنا شخصيا أن تكون من تلك الطوائف التي يحدثها المستعمر سواء كان شرقيا أم غربيا وغرضه من ذلك زيادة ... في المسلمين بسبب هذه الفرقة الجديدة التي كونها واخترقها أريد بها طائفة تسمى اليوم بالقرآنيين فهذه الطائفة بدأت تبث دعوتها بين صفوف المسلمين وهذه الدعوة قائمة على التشكيك بالسنة وفي حجيّتها وهي قائمة على مجرد الإعتماد على القرآن الكريم وفي اعتقادي أنه لو تمكنوا من تشكيك المسلمين حتى في ... القرآن الكريم أنه من وحي رب العالمين على قلب رسوله الكريم لما قصروا في ذلك لكنهم لما وجدوا التشكيك في صحة القرآن الكريم أمرا مستحيلا لذلك فكنوا إلى الطعن في السنة من حيث حجيّتها ومن حيث ثبوتها وفي الواقع إن الطعن في السنة هو طعن في نفس القرآن الكريم وهذا من خبثهم ومكرهم لأنهم يعلمون يقينا أن في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها التصريح لطاعة الرسول (( ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله )) وفيها الرجوع إلى كتاب الله وشيء آخر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في مثل قوله تبارك و تعالى (( فإذ تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول )) و لما كان الرد إلى الله قد أجمع العلماء قاطبة سلفا وخلفا أن المقصود بالرد إلى الله إنما هو الرد إلى كتابه ذلك لأن من المعلوم بداهة أن أي إنسان مهما كان مقربا من الله تبارك وتعالى وهو لا يستطيع أن يرجع إلى الله اللهم إلا بعض الرسل المصطفين الأخيار أما وقد انتهي أمر النبوة والرسالة كما قال عليه الصلاة و السلام ( إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا رسول و لا نبي بعدي ) من أجل ذلك أجمع العلماء على أن المقصود بالرد إلى الله هو الرد لما أنزل الله ألا وهو كتابه وقرآنه وكذلك أجمعوا على أن المقصود بالرد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فردوه إلى الله والرسول أي إلى سنته ففي الآية حذف مضاف فردوه إلى الله أي إلى كتابه وإلى الرسول أي إلى سنته فهذه الآية من آياته الكثيرة فيها التصريح بأن التنازع الذي قد يقع بين المسلمين أو بين مسلمين فلا سبيل لحله إلا بالرجوع إلى مطلبين اثنين هما كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس كما يقول هؤلاء المبتدعة المحدثين اليوم بأن الواجب هو الرجوع إلى القرآن فحسب وهؤلاء من تضلليهم للناس يتسمون بالقرآنيين ينتسبون إلى القرآن ظلما وبهتانا وجورا لو أنهم رجعوا حقيقة إلى القرآن الكريم لوجدوا فيه تلك النصوص التي تأمر بالرجوع إلى شيء آخر زائد على القرآن ألا وهو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو سنّته الكريمة و لذلك فلا يمكن أن نتصور مسلما حقا يؤمن بالقرآن أيضا حقا ينكر حجية السنة لأنه بذلك لا يكون عاملا بالقرآن الذي يدعي أنه يحتج به من أجل ذلك جرى المسلمون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم من عهد ما أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم على وجوب الإحتجاج بالكتاب والسنة ليس فقط الإحتجاج بالقرآن وحده أجمع المسلمون على ذلك ولم يختلفوا وإنما اختلفوا هل هناك مصادر أخرى يجب الرجوع إليها زيادة على القرآن و السنة أما السنة فالحمد لله لم يختلف المسلمون بأنها المصدر الثاني بعد القرآن الكريم للإسلام فجاء هؤلاء للذين زعموا بأنهم قرآنيون فبدؤوا يشيعون بين الناس أن القرآن الكريم هو المرجع الوحيد في لإسلام وفي تشريع الإسلام وهذا في الواقع معناه التشكيك في القرآن نفسه لأن القرآن إنما جاء به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه وحيا من الله إليه وهذا النبي الكريم بأنه له صفة يمتاز بها على سائر الناس ألا وهي أنه معصوم عن أن يتكلم ... تبارك وتعالى (( و النجم إذا هوى*ماضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى )) ... القرآن أن الرسول عليه السلام كل ما نطق ... فهو من وحي السماء و هذا بسبب ليس هو القرآن فقط ... على التكلم بكلام لا طائل تحته و إنما الحقيقة أن الله عز وجل في هذه الآية يريد أن ... من أجل ذلك جاءت الأحاديث تترى و تؤكد أن هذا ... على شمولها وعمومها بكلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم في ... آخر أحاديث أي لا أجد أحدكم متكأ على سريره على أريكته يتكلم كلام ... فيقول هذا كتاب الله فقط هو مرجعنا ما وجدنا فيه حلال حللناه وما وجدنا فيه حرام حرمناه لا شيء في القرآن يكذب الرسول عليه السلام بين المسلمين فيقول ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله لم؟ لأنه إذا تكلم و إذا نطق فإنما ينطق بما أوحي إليه كما سمعتم في الآية السابقة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبؤه ربه قبل توجد هذه الطائفة بنحو أربعة عشرة قرنا بأنه سيكون هناك ناس يزعمون أن الإسلام إنما هو القرآن فقط فينكرون بهذا الزعم القرآن نفسه فضلا عن حديث الرسول عليه السلام وعن سنته.