الكلام على المعتزلة وتأويلهم للآية : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) . حفظ
الشيخ : أضرب لكم مثلا من تلك الأمثلة القديمة ثم نتوقف عن الكلام باعتبار أن الوقت قارب على الإنتهاء فالمعتزلة مثلا وهي فرقة من الفرق الإسلامية القديمة وكل من قرأ شيء من كتب الطوائف الإسلامية أو شيء حتى من الأدب الإسلامي وتراجم علماء المسلمين يعرف أن هناك فرقة تسمى بالمعتزلة هؤلاء يؤمنون بالكتاب ويؤمنون بالسنة ولكن في كثير من نصوص الكتاب والسنة جروا في تفسيرها هذا المجرى الذي مثلت لكم ببعض الأمثلة من تأويل القاديانية لنصوص الكتاب والسنة خذوا مثلا عقيدة من عقائد المسلمين سلفا وخلفا حتى اليوم هذه العقيدة تقول إن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما جاء في أحاديث كثيرة وكثيرة جدا قوله عليه الصلاة والسلام ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ) كذلك مثلا قوله عليه السلام تفسيرا لآية في القرآن وهذا يصدق فيه بموضوعين اثنين أولا الرد على القرآنيين وثانيا الرد على المعتزلة إن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ما هي الحسنى بماذا نفسر الحسنى؟ إذا ركبنا عقولنا فأي شيء خرج من عندنا تفسيرا للحسنى يكون مقبولا في أذهاننا ولكن لا يكون مقبولا في شرعنا لماذا؟ لأن الشارع قد فسر هذا النص على لسان الرسول عليه السلام كتأكيد للآية سابقة الذكر (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين )) فالرسول بين معنى هذه الآية (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ماهي الحسنى وماهي الزيادة؟ يمكن لأي إنسان أن يأتي بأي معنى له التقاء ولو جزئي بالحسنى والزيادة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر هذه الآية بتفسير واضح بين فقال ( للذين أحسنوا الحسنى الجنة والزيادة رؤية الله في الآخرة ) فالله عز وجل في هذه الآية كريمة كما في كثير من الآيات يبشر المؤمنين الذين أحسنوا في حياتهم الدنيا واتبعوا سبيل الله وسبيل المؤمنين يبشرهم بأن لهم الحسنى أي الجنة وزيادة أي رؤية الله في الآخرة مثل هذه الأحاديث أنكرها المعتزلة إما جحدا لها مطلقا ولا يهمهم في سبيل تأييد انحرافهم لكن القرآن لا يستطيعون الإنكار وإنما يعملون فيه بمعول التأويل فهناك الآية التي نقرأها في كثير من الأحيان في الصلاة وخارج الصلاة ألا وهي قوله تبارك وتعالى (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) نص صريح في القرآن الكريم (( وجوه يومئذ ناضرة )) عليها النضرة عليها الفرح والسرور والإطمئنان (( إلى ربها ناظرة )) كما سمعتهم في الحديث ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ) ماذا فعلوا بهذه الآية ... إذا ما استطاعوا تأويله أنكروه أما النص القرآني لو أنكروه خرجوا عن المسلمين وانتهى أمرهم لكن ما أحد منهم أنكر آية من القرآن بل ولا حرف من القرآن وإلا كفر لكنهم فعلوا بهذه الآية مثل ما فعل هؤلاء أذنابهم القاديانية مثلا في تأويل بعض النصوص مما ذكرنا بعض الأمثلة آنفا قالوا في تأويل الآية السابقة (( إلى ربها ناظرة )) إلى نعيم ربها ناظرة!! انتهت المشكلة الله يقول (( إلى ربها ناظرة )) وهم يقولون إلى نعيم ربها يعني إلى نعيم الجنة فحذفوا الرب سبحانه وتعالى على اعتبار أنه سيرى من المؤمنين وهذا من فضل رب العالمين وقد جاء في بعض الأحاديث أن المؤمنين حينما يرون ربهم يوم القيامة ينسون النعيم كله الذي تنعموا به في الجنة لأنه لا أحلى عند المؤمنين من رؤيتهم لرب العالمين تبارك وتعالى فجاء المعتزلة وأنكروا هذه النعمة مع تصريح القرآن والسنة بها لماذا؟ لأنهم استعملوا عقولهم يتساءلون كيف يمكن أن ينظر العبد العاجز للرب العظيم الجليل هذا تحكيم للعقل في الشرع وهذا من جملة ضلال المعتزلة الذين من مذاهبهم القول بالتحسين و التقبيح العقليين يتحكمون على الله ويتألون على الله بعقولهم يقولون هذا قبيح فيجب أن يكون عند الله قبيحا وهذا جميل وحسن فيجب أن يكون كذلك عند الله (( سبحانه وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )) فمن هذا القبيل من باب تحكيم العقل أنكروا رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لأن عقولهم ضاقت عن أن تتسع لإمكان أن يرى المؤمن ربه يوم القيامة كأنهم يقولون وهذا بلاشك مما يدانون به إن الله عز وجل عاجز عن أن يمتع عباده المؤمنين بطاقة من القوة البصرية حيث أنهم يتمكنون من النظر إلى ربهم يوم القيامة هذا معنى كلامهم وإلا إذا آمنوا بأن الله عز وجل على كل شيء قدير حقا فالله عز وجل قادر على أن يمتع الإنسان المؤمن يوم القيامة بقوة من البصر حيث أنه يتمكن من النظر إلى ربه تبارك وتعالى الشاهد مثل هذا النص القرآني أيضا ضل في فهمه المعتزلة وفسروه بتفسير يعطل هذه النعمة ويجحدونها مع أن أهل السنة يقولون:
" يراه المؤمنون بغير كيف *** وتشبيه وضرب من مثال " هذه عقيدة أهل السنة مع ربهم يوم القيامة يراه المؤمنون بغير كيف وتشبيه وضرب من مثال لماذا؟ لأن الآيات والأحاديث تواترت في إثبات هذه النعمة التي سيمتن به ربنا على عباده المؤمنين فجحدها المعتزلة لا جحدا للنص وإنما تأويلا للنص هذا التأويل لم يجرِ عليه المسلمون فخرجوا إذا عن جماعة المسلمين من هنا يظهر لكم السر في قوله عليه السلام في تفسير الفرقة الناجية من هي قال ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي )