وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله عن زينب رضي الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط فقال ما هذا فقلت رقي لي فيه من الحمرة فجذبه فقطعه ورمى به ثم قال : لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) قلت فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت قال ذلك الشيطان إذا أطعتيه تركك وإذا عصيتيه طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفي تنضحين في عينك الماء وتقولي أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه قال عن ابن أخي زينب وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه وهو على كلا التقديرين مجهول ورواه الحاكم أخصر منهما وقال صحيح الإسناد قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم . حفظ
الشيخ : الحديث الذي بعده حديث صحيح قال وعن ابن أخت زينب امرأة عبد الله وهو بن مسعود عن زينب رضي الله عنها قالت كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة هذه زينب زوجة عبد الله بن مسعود تروي لنا هذه القصة فتقول كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت فدخل يوما فلما سمعت صوته احتجبت منه فجاء فجلس إلى جانبي زوجته فمسني فوجد مس خيط فقال ما هذا؟ فقلت رقي لي فيه من الحمرة فجذبه فقطعه ورمى به ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) قلت فإني خرجت يوما فأبصرني فلان فدمعت عيني التي تليه فإذا رقيتها سكنت دمعتها وإذا تركتها دمعت قال بن مسعود ذلك الشيطان إذا أطعتيه تركك وإذا عصيتيه طعن بأصبعه في عينك ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفي تنضحين في عينك الماء وتقولين ( أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سَقما -أو- سُقما ) رواه ابن ماجه واللفظ له وأبو داود باختصار عنه إلا أنه قال عن ابن أخي زينب وهو كذا في بعض نسخ ابن ماجه وهو على كلا التقديرين مجهول علقت أنا على قول المؤلف بأنه مجهول لكن قال الحافظ كأنه صحابي ولم أره مسما والحديث مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ثلاثمائة وخمس وعشرين ثم قال في متابعة التخريج ورواه الحاكم أخصر منهما وقال صحيح الإسناد قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم نعود إلى الحديث قالت زينب امرأة عبد الله بن مسعود كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة من الشائع بين الناس أن العجائز سواء كانوا رجالا أو نساء هم موضع البدعة والخرافات والوثنيات والشركيات ولذلك من المعتاد عندهم حين يحدث أحدهم بشيء لا يعقل أو لا يقبل من أتيت بهذا جدّتك حدّثتك به؟ فهذا يبدو أنه شيء قديم متوارث فهذه عجوز تدخل على زوجة أحد كبار الصحابة وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ترقيها تعالجها ولكن معالجة غير شرعية فدخل بن مسعود رضي الله تعالى عنه على زوجته وقد رقتها هذه المرأة من الحمرة التي أصابتها وقد ذكرنا آنفا أنه مرض أو نوع من أمراض الطاعون قالت وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت هذا أدب ربما لا يتعاطاه كثير من الناس اليوم بسبب ارتفاع الحشمة والحياء وحب السترة ونحو ذلك لأن المسلمين مع الأسف اليوم ساروا سيرة الكافرين من حيث الإختلاط إختلاط الرجال بالنساء فأنت إذا أردت أن تدخل بيتا ولك فيه مصلحة حداد نجار ونحو ذلك المرأة تستقبلك كما هي في بيتها لأنها كذلك تخرج أو شرا من ذلك قد تخرج إلى الشارع وإلى الطريق وهذا بلا شك خلاف الإسلام من جهات عديدة وهذا ينبهنا أن الأمر كان على النقيض من ذلك حيث أن عبد الله بن مسعود يدخل بيته ولا يدخل بيته كما لو دخل مكانا غير مسكون يدخل بيته ويتنحنح ويصوت لأنه يعلم بأنه قد يكون هناك امرأة ليست محرما بالنسبة إليه ولا هو محرم لها فيرى منها مالا يجوز فيصوت ويتنحنح إشعارا بأنه إن كان هناك من ينبغي عليه من النساء أن تتستر إبتدرت الحجاب فهذ أدب من الآداب الإسلامية المتروكة المهجورة كان يتعاطاها هذا الصحابي الجليل وفعلا الذي ... له وقع حيث كانت هناك العجوز فلما سمعت نحنحته وصوته احتجبت عنه ومنه فجلس بن مسعود إلى جانبي أي زوجته فمسني فوجد مس خيط من المعتاد اليوم نساء ورجال أن تجد في معصم أحدهم خيط مربوط بطريقة خاصة هذا من هذه الحروز ومن هذه الرقى والتي نهى الشارع الحكيم عنها هذا الخيط لا ينفع ولا يضر وإن كان قرئ عليه كما يزعم بعضهم فإن كانت القراءة هي المفيدة بإذن الله عز وجل لما فيها من قرآن أو من أدعية ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام إن كانت الفائدة في هذا فالخيط ما فائدته؟ وإن كان في الخيط فائدة زائد على الفائدة المرجوة من القرآن والحديث فهنا صار في الأمر منكران الأول أن الفائدة من القرآن والحديث ناقصة غير كاملة والمنكر الآخر أن الخيط فيه فائدة فمن يقول نحن نستفيد من القراءة عن الخيط ليس بصادق أبدا لأنه إن كان في الفائدة كما يقول فقط من القرآن والسنة إذن لا تعقد ولا تربط لكن هذا الفعل شأن كل العقلاء لا يمكن أي عاقل حتى الكافر لا يمكن أن يأتي بعمل مهما كان قليلا حقيرا إلا وله مبتغى من وراءه أما هو خير أما هو شر هذا بحث ثاني إنما البحث أن العاقل لا يمكن أن يعقد عقدة ولا يمكن أن يربط ربطة إلا وله من وراء ذلك مقصد حسن أو سيء فإذاً الذي يزعم أن في هذا العقد الفائدة فقط في الرقية بالقرآن والسنة نكذبه فتقول لو كان الأمر كذلك ما عقدت ولا ربط الخيط لذلك تحمس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على زوجته مع أننا نعلم قديما وحديثا أن ألطف الناس مع الزوجات إنما هم أهل السنة إنما هم المتمسكون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي من سنته حسن المعاشرة لزوجته، لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) هذا لا شك فيه ولكن لكن من ائتسى واقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم وكان حريصا على ذلك في كل شيء له نصيب من ذلك بخلاف أولئك الجماهير مع الأسف الشديد من المسلمين خاصة المتأخرين منهم الذين جعلوا أسوتهم غير النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيقول أسوتي وقدوتي شيخي وهذا بيقول قدوتي أستاذي وهذا وهذا إلى آخره وكلهم إلا من عصم الله نسوا الأسوة الحقيقية والتي لم يذكر لنا أنه أسوة سواه بعد الأنبياء والرسل ألا وهو نبينا صلاة الله وسلامه عليه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) ولا شك أن بن مسعود رضي الله عنه كان له الحظ الأوفر من الإقتداء والإئتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من المتقدمين السابقين الأولين في الإسلام والذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم سنين طويلة مباركة فلا شك أنه تأثر بهديه عليه السلام واستقام له ذلك أقول مع هذا كله لم يعاملها باللطف المزعوم الذي يتطلبه بعض الدعاة الإسلاميين زعموا دائما وأبدا وهذا انحراف أريد أن أقول أن استعمال اللطف دائما وأبدا كاستعمال العنف دائما وأبدا، هذا لا يجوز وهذا لا يجوز وإنما الأصل استعمال اللطف بلا شك ولكن في بعض المواطن لابد من استعمال العنف كيف هذا أيضا نأخذه من رسونا صلى الله عليه وسلم لأنه أسوتنا فنحن نراه دائما وأبدا لطيفا ولكننا نراه أحيانا شديدا يقول الغافلون الحمقى إنه تشدد وماهو بمتشدد وإنما هو الحكيم الذي يضع الشيء في محله أريد أن أقول بن مسعود استعمل الشدة هنا مع زوجته فقطع الخيط ورمى به أرضا وقال إننا أمسينا نحن آل عبد الله بيت عبد الله بن مسعود أغنياء عن الشرك فجعل هذا شركا وقطعه ورمى به أرضا.