ما حكم حضور الموالد لتعريف الناس بدينهم الصحيح ؟ حفظ
السائل : يرجى تبيان حكم حضور الموالد وخاصة فيما كان المدعو للمولد يقصد التلبية من أجل تنبيه الحضور إلى معرفة الإسلام الصحيح خاصة إذا كان الذي يلبي الدعوة يحضر المولد يريد أن ينبه الناس بمعرفة الإسلام الصحيح؟
الشيخ : هذا التخصيص أعتقد يغير الحكم أنا قلت الدرس الماضي وكما قال السائل لا يجوز مشاركة الناس على أهوائهم وعلى أخطائهم لمن كان على علم بذلك أما إذا جاء هنا الشيء الجديد كما يقول السائل أنه يحضر لبيان الحق وبيان السنة وهذا في اعتقادي ليس بالأمر السهل والأمر الذي يستطيعه كل أحد لأن الذي يريد أن يحضر هذه الأماكن يجب أن يجمع كثيرا من الصفات أول ذلك العلم وثاني شيء الفصاحة والبيان وثالث الشيء وهو الجرئة والشجاعة الأدبية فإذا حضر بهذا القصد فنعما فعل لأن الرسول عليه السلام كما تعلمون جميعا كان يحضر مجالس المشركين ويحصل في ذلك بلا شك ما لا يرضاه رب العالمين من دعاء غير الله عز وجل وعبادة الأصنام وما شابه ذلك لكنه كان ينهاهم عن ذلك ويصدهم عن ذلك ولذلك عادوه وقاتلوه فإذا حضر المسلم العالم موضعا فيه منكرا لينكر على أمر هام جدا ولذلك يقول أهل العلم أن إجابة الدعوة دعوة المسلم واجبة إيجابتها لكن يشترطون أن لا يكون في الدعوة منكرا ثم يستثنون فيقولون إلا إذا حضر لإنكار المنكر فإذا أنكر المنكر فحينئذ قام بالواجب لكن هنا شيء من التفصيل لابد منه وهو هذه الحفلات التي تحدّثنا عنها بالتفصيل في الدرس الماضي وبينا أنها لا أصل لها في الإسلام لا تنتهي بدقائق معدودات بعشر دقائق وإنما تتحمل ربما الساعة فأكثر فهذا الذي يحضر بهذه النية مثلا نية الإنكار يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ليتكلم ربما بكلمة واحدة أو في مسألة واحدة ليقول مثلا أن هذا الذي أنتم تجتمعون له شيء لا أصل له في الشرع هذا لا يبرّر له أن يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها لأن هذه الحفلة بلا شك ستجمع كثيرا من المخالفات إن لم نقل المنكرات الشرعية فلو أراد أن يقوم بحق الحضور أو بتعبير آخر بحق جواز حضوره هذا المكان فهو ينبغي أن يعمل عدة محاضرات لينكر فيها عدة منكرات وهذا ليس بالأمر الذي يسهل أو يتمكن منه فلذلك الذي يريد أن يحضر يجب أن يحضر عن تخطيط يحضر مثلا فقط لبيان أن هذا الشيء لم يفعله السلف الصالح فهو بدعة بإمكانه أن يحضر في آخر الحفلة مثلا.
خلاصة القول، الحضور هذا للإنكار جائز ولكن في حدود الحضور يجب أن يكون في وقت محدود جدا حتى لا يحشر في زمرة المشاركين في هذا الأمر الذي نعتقد أنه بدعة وكما ذكرنا في الدرس الماضي قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ).