الكلام على شرط العمل الصالح وذكر أنواع التوسل . حفظ
الشيخ : و كما تعلمون جميعا إن شاء الله لا يكون العمل صالحا إلا بشرطين اثنين الشرط الأول أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل فلو أن المسلم قام وصلى في اليل وصام وصلى في الليل والناس نيام وهو لا يقصد بذلك وجه الله وإنما أن يقال عنه أنه متعبد زاهد صالح كان عمله هباء منثورا لأنه لم يخلص فيه لله عز وجل هذا هو الشرط الأول والشرط الثاني أن يكون العمل الذي أخلص فيه لله عز وجل مشروعا ولا يكون مشروعا إلا إذا كان قد ورد في الكتاب والسنة وهذا له أدلة كثيرة ومنها أدلة جامعة للشرطين قول الله عز وجل (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فليعمل عملا صالحا أي على وجه الكتاب والسنة، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا أي لا يقصد بهذا العمل الصالح غير وجه الله عز وجل وإذا فيكون قد أشرك فيه مع الله وحينئذ يرد عليه بل ويضرب به وجهه فحينما يقول أحدهم وهو في الغار ( ادعوا الله بأوثق أعمالكم ) يعني بأخلص عمل صالح فعلتموه و شعرتم بأنكم فعلتموه وأنتم راغبون به فيما عند الله عز وجل فإذا هذا الحديث فيه شرعية التوسل بالعمل الصالح والآية السابقة فيها شرعية التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )) وهنا أدعوه بعمل صالح لكم وهناك توسل آخر مشروع ثابت في الكتاب والسنة ألا وهو توسل المسلم بدعاء أخيه الصالح يظن فيه الصلاح ويأمل أن يستجاب منه الدعاء فهذا أيضا مشروع وما سوى ذلك من التوسلات التي اشتهرت في القرون المتأخرة لتأخرهم عن الكتاب والسنة علما وعملا فليس لها أصل إطلاقا ولم يقل بشيء منها أحد من الأئمة المجتهدين فقد فصلت القول على هذه التوسلات المشروعة وغيرها مما هو غير المشروع في رسالتي الخاصة في التوسل فيمكن الرجوع إليها لمن شاء التوسع.