شرح كتاب الترغيب والترهيب : وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال : يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت. رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما. حفظ
الشيخ : حديثنا اليوم يبدأ بالحديث السابع والأربعين من نسختي وهو حديث صحيح وهو قوله وعن أم الفضل رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على العباس وهو يشتكي فتمنى الموت فقال يا عباس، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمن الموت ) رواه أحمد والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرطهما .
هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث التي سبق بعضها في الدرس السابق وفيها حض المسلم على أن لا يتمن الموت لمصيبة أو ضرر ألمّ به وإنما يتمنى من الله عز وجل أن يحيى حياة طيبة مباركة لما سبق من أحاديث كثيرة ومن أجمعها قوله عليه الصلاة والسلام ( خيركم من طال عمره وحسن عمره ) فإذا.
إذا هو فليتمن من الله عز وجل أن يميته عاجلا لذلك لما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عمّه العباس وهو في حالة مرض مضن شديد فيما يبدو حمله على أن فقد صبره وتمنى الموت من ربه تبارك وتعالى فوعظه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله يا عباس، عم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( لا تتمنى الموت ) فإن تمنيك الموت يكون في حالة من حالتين إما أن تكون محسنا فتنقضي حسناتك بانقضاء حياتك فيكون تمنيك الموت ليس من صالحك ( لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك ) وهذا واضح وعلى العكس من ذلك ( إن كنت مسيئا فأن تُؤخر تستعتب ) أي تطلب العتبى والعذر من الله عز وجل بأن تتوب إليه وتدارك ما فاتك من العمل الصالح فهو خير لك أيضا، أن تُؤخر تستعتب من إساءتك، تتوب منها إلى الله وترجع إليه وتطلب منه الرضا خير لك فإذًا أن يعيش المسلم حياة طويلة لا يستعجل الأمر ولا يطلب الموت حتى ولو كان مسيئا في عمله لأنه يجد فرصة يستدرك في الحياة الباقية له ما فاته من التوبة النصوح العاجلة ( لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فأن تؤخر تستعتب من إساءتك خير لك لا تتمنى الموت ) .