فوائد الحديث . حفظ
الشيخ : في هذا الحديث مثل رائع وعظيم جدا كتفسير لبعض النصوص من الكتاب والسنة كقوله تعالى (( ورحمتي وسعت كل شيء )) وكقوله عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري ( سبقت رحمتي غضبي ) مثل هذا الإنسان إذا ما سُئل أي عالم في الدنيا، عالما حقيقيا عن إنسان أوصى بمثل هذه الوصية ونفّذت فيه هل يكون مسلما أم كافرا ؟ لا بد أن يكون الجواب هو كافر والحجة واضحة بيّنة ذلك لأن هذا الإنسان في هذه الوصية يذكرنا بذاك الذي ذكره الله عز وجل في القرآن مشيرا إليه بقوله (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة )) إلى آخر الآية فهذا الإنسان كأنه لا يؤمن كأنه من هذا الجنس الذي قال (( من يحيي العظام وهي رميم )) مع ذلك نجد أن الله عز وجل قد غفر لهذا الإنسان فإذا سُئل عالم عن مثل هذا الإنسان يوصي بمثل هذه الوصية لا يسعه إلا أن يحكم عليه بأنه كافر كفرا يخلّد صاحبه في النار أبدا لا يخرج منها، وإذ الأمر كذلك فكيف يُمكن أن نتلقى هذا الحديث بالقبول وظاهره يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة لأنه منصوص هذا المعلوم في القرآن الكريم حين قال رب العالمين (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهذه الآية صريحة الدلالة أي بتعبير علماء الأصول هي قطعية الثبوت قطعية الدلالة ودلالتها أن الله عز وجل يُمكن أن يغفر أي ذنب مهما كان عظيما إلا الشرك بالله تبارك وتعالى فإن الله لا يغفره (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) قد يقول قائل كتوفيق بين هذا النص القرأني القطعي الثبوت والقطعي الدلالة.
التوفيق بينه وبين هذا الحديث من ناحيتين، الناحية الأولى أن الآية قالت لا تغفر الشرك أو الله لا يغفر الشرك والكفر غير الشرك وبمعنى آخر إنما جاء في هذا الحديث ليس فيه شرك وإنما هو كفر لأن هذا الإنسان مؤمن بالله عز وجل وإيمانه بالله حمله على هذه الوصية الجائرة لأنه شعر بأنه يستحق العذاب فخلاصا من عذاب الله عز وجل له أوصى بها فهو يخاف الله وليس يؤمن به فقط بل ويخاف الله فكان من أثر خوفه من الله أن أوصى بهذه الوصية .
فإذًا هو مؤمن بالله ولم يشرك مع الله أحدا فالتوفيق بين الحديث وبين الآية بأن تبقى الآية على ظاهرها (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) أمّا الكفر الذي ليس شركا فيمكن أن يقال إن الله يغفره والدليل على ذلك هذا الحديث، قد يقول قائل هذا ويبدو لأول وهلة بأن هذا التوفيق مقبول ومعقول لكن الأمر ليس كذلك لأن هناك حقيقة شرعية يجب أن نكون على علم بها أولا لأنه شرع يجب أن يُفهم على وجهه وعلى حقيقته وثانيا لأن هذا الفهم يساعدنا على التوفيق بين كثير من النصوص التي يبدو بينها تعارض وتضارب، ما هي هذه الحقيقة الشرعية ؟ هي أن كل كفر شرك، معلوم لدى جميع الناس على الأقل الفقهاء أو طلاب العلم أن كل شرك كفر لكن العكس ليس معلوما عندهم، معلوم عندهم أن كل شرك كفر لكن أن كل كفر شرك فهذا غير معلوم عند جماهير الناس مع أن هذا حق مثل ما أنكم تنطقون أي كل كفر شرك ككل شرك كفر لا فرق بينهما إطلاقا، ومن الأدلة على ذلك المحاورة التي ذكرها الله عز وجل في سورة الكهف بين المؤمن والمشرك قال الله عز وجل (( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه )) قال صاحب الجنتين وهو كافر مشرك كما ستسمعون لصاحبه المؤمن (( فقال لصحابه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا )) .
السائل : (( تبيد هذه أبدا )) .
الشيخ : نعم ؟
السائل : (( تبيد هذه أبدا )) .
الشيخ :شو قلت أنا ؟
السائل : ... .
الشيخ : (( ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن السّاعة قائمة )) هذا بالتعبير العام أو بالعرف العام أشرك أم كفر؟ هذا كفر لأنه أنكر البعث والنشور (( قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه )) أي المؤمن (( وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلا لكن هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا )) ختم موعظته ومحاورته لصاحبه بأنه لا يُشرك كشركه (( لا أشرك بربي أحدا )) ففي هذا بيان أن الرجل صاحب الجنتين يعني البستانين حينما شك في البعث والنشور أشرك بالله عز وجل لذلك قال له صاحبه المؤمن أنت كفرت وأشركت أما أنا فلا أشرك بربي أحدا وتمام القصة أيضا تؤكد هذا لأنه في نهاية الآيات (( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا )) ما الذي أشرك ؟ الظاهر أنه أنكر البعث والنشور فأين الشرك ؟ هنا النكتة، الشرك أن كل كافر لأي سبب كان كفره فقد اتخذه إلهه هواه فمن هنا جاء الشرك بالنسبة لكل نوع كفر به صاحبه، من هنا قلنا إن هناك حقيقة شرعية وهي أن كل كفر فهو شرك وهذا السياق الذي نقلناه لكم أكبر دليل على ذلك وعلى هذا فلا يصح التوفيق بين الآية السابقة الذكر (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) وبين هذا الحديث ... الذي حكيناه آنفا ذلك لأن معنى الآية بعد هذا الشرح هو إن الله لا يغفر أن يكفر به .
أه عمليا والحمد لله رب العالمين .
السائل : هناك من الأسئلة سؤال عندما قرأت كتابكم الآيات البينات الذي حققتموه " الآيات البينات لعدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات " وجدت اختلافا بين هذا العنوان والعنوان المذكور في الداخل وهو "الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند ... السادات " فهل هناك مقصود الخلاف اللفظي ... خلاف لفظي ؟
الشيخ : والله ما نراجع الأصل بعد .
التوفيق بينه وبين هذا الحديث من ناحيتين، الناحية الأولى أن الآية قالت لا تغفر الشرك أو الله لا يغفر الشرك والكفر غير الشرك وبمعنى آخر إنما جاء في هذا الحديث ليس فيه شرك وإنما هو كفر لأن هذا الإنسان مؤمن بالله عز وجل وإيمانه بالله حمله على هذه الوصية الجائرة لأنه شعر بأنه يستحق العذاب فخلاصا من عذاب الله عز وجل له أوصى بها فهو يخاف الله وليس يؤمن به فقط بل ويخاف الله فكان من أثر خوفه من الله أن أوصى بهذه الوصية .
فإذًا هو مؤمن بالله ولم يشرك مع الله أحدا فالتوفيق بين الحديث وبين الآية بأن تبقى الآية على ظاهرها (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) أمّا الكفر الذي ليس شركا فيمكن أن يقال إن الله يغفره والدليل على ذلك هذا الحديث، قد يقول قائل هذا ويبدو لأول وهلة بأن هذا التوفيق مقبول ومعقول لكن الأمر ليس كذلك لأن هناك حقيقة شرعية يجب أن نكون على علم بها أولا لأنه شرع يجب أن يُفهم على وجهه وعلى حقيقته وثانيا لأن هذا الفهم يساعدنا على التوفيق بين كثير من النصوص التي يبدو بينها تعارض وتضارب، ما هي هذه الحقيقة الشرعية ؟ هي أن كل كفر شرك، معلوم لدى جميع الناس على الأقل الفقهاء أو طلاب العلم أن كل شرك كفر لكن العكس ليس معلوما عندهم، معلوم عندهم أن كل شرك كفر لكن أن كل كفر شرك فهذا غير معلوم عند جماهير الناس مع أن هذا حق مثل ما أنكم تنطقون أي كل كفر شرك ككل شرك كفر لا فرق بينهما إطلاقا، ومن الأدلة على ذلك المحاورة التي ذكرها الله عز وجل في سورة الكهف بين المؤمن والمشرك قال الله عز وجل (( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه )) قال صاحب الجنتين وهو كافر مشرك كما ستسمعون لصاحبه المؤمن (( فقال لصحابه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا )) .
السائل : (( تبيد هذه أبدا )) .
الشيخ : نعم ؟
السائل : (( تبيد هذه أبدا )) .
الشيخ :شو قلت أنا ؟
السائل : ... .
الشيخ : (( ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن السّاعة قائمة )) هذا بالتعبير العام أو بالعرف العام أشرك أم كفر؟ هذا كفر لأنه أنكر البعث والنشور (( قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه )) أي المؤمن (( وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلا لكن هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا )) ختم موعظته ومحاورته لصاحبه بأنه لا يُشرك كشركه (( لا أشرك بربي أحدا )) ففي هذا بيان أن الرجل صاحب الجنتين يعني البستانين حينما شك في البعث والنشور أشرك بالله عز وجل لذلك قال له صاحبه المؤمن أنت كفرت وأشركت أما أنا فلا أشرك بربي أحدا وتمام القصة أيضا تؤكد هذا لأنه في نهاية الآيات (( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا )) ما الذي أشرك ؟ الظاهر أنه أنكر البعث والنشور فأين الشرك ؟ هنا النكتة، الشرك أن كل كافر لأي سبب كان كفره فقد اتخذه إلهه هواه فمن هنا جاء الشرك بالنسبة لكل نوع كفر به صاحبه، من هنا قلنا إن هناك حقيقة شرعية وهي أن كل كفر فهو شرك وهذا السياق الذي نقلناه لكم أكبر دليل على ذلك وعلى هذا فلا يصح التوفيق بين الآية السابقة الذكر (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) وبين هذا الحديث ... الذي حكيناه آنفا ذلك لأن معنى الآية بعد هذا الشرح هو إن الله لا يغفر أن يكفر به .
أه عمليا والحمد لله رب العالمين .
السائل : هناك من الأسئلة سؤال عندما قرأت كتابكم الآيات البينات الذي حققتموه " الآيات البينات لعدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات " وجدت اختلافا بين هذا العنوان والعنوان المذكور في الداخل وهو "الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند ... السادات " فهل هناك مقصود الخلاف اللفظي ... خلاف لفظي ؟
الشيخ : والله ما نراجع الأصل بعد .