الكلام عن مرتبة الإحسان في الدين وعن انحراف ما يسمى الرابطة التي عند الصوفية . حفظ
الشيخ : هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان وهي كما سمعتم أعلى مراتب الإسلام والإيمان ولذلك فمن الخطأ الفاحش أن تُنقل هذه المرتبة العالية الخاصة بين العبد وربه أن يعبد الله كأنه يراه أن تُجعل لعبد من البشر لأي تأويل وبأي تبرير يحاول بعض الناس أن يبرروا أن يراقب العبد في أثناء ذكره لربه عبدا من عباده زعموا أن هذا العبد الذي ينبغي أن يراقبه العبد نفسه هو من الواصلين إلى الله فهو بدوره يوصل هذا العبد الذي يُراقبه في ذكره وهذا ما يُسمّى في بعض الطرق المشهورة " الرابطة " أن يربط المريد قلبه بقلب شيخه الذي لا يراه ولا يعرف به إطلاقا هل هو ذاكر أم غافل؟ ثم هذا الذاكر نفسه لا يدري عن حال شيخه شيئا أيضا هل هو ذاكر أم غافل؟ وهكذا تصبح القضية مع مخالفتها للشريعة الإسلامية مخالفة جذرية تصبح قضية غير منطقية إطلاقا لأن الذي ينبغي أن يراقبه الإنسان إنما يكون المُراقب مُعتقدا فيه أنه يعلم هذا الذي يراقبه يعلم حاجته ودعاءه وطلبه ونحو ذلك من المقاصد المشروعة .
فكيف يعقل أن يُراقب العاجز العاجز والجاهل الجاهل والغافل الغافل؟ ما هذا إلا كما قال بعض الصوفية أنفسِهم " ولكن القدامى " هو لم يكن من المحيطين " استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السجين بالسجين" هو بدو مين يخلّصه فهو بيستغيث فيه !
فهذا العبد الذي يُراقب هو مثل هذا المُراقِب كلاهما بحاجة إلى أن يتوجه إلى الله تبارك وتعالى وأن يُراقباه مراقبة حقيقة فمن المؤسف أن تُصرف هذه المنزلة العليا من منازل الإسلام والإيمان ألا وهي مرتبة الإحسان من العبد أن يُواجه ويراقب ربه إلى هذا العبد أن يراقب شيخا له، فهذا من الانحراف المؤسف الذي أصاب بعض المسلمين اليوم، ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقض لهذه المراقبة المبتدعة وتأسيس للمراقبة الشرعية وهي أن يُراقب العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه بهذه الحالة كأن هذا العبد المُراقِب يرى الله بعينه ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصاحبه معاذ بن جبل .