ما هو الدليل على عدم جواز الصلاة في المسجد الذي به قبر ؟ حفظ
السائل : إش هو الدليل على عدم الصلاة في المساجد اللي فيها القبر؟
الشيخ : بارك الله فيك هذا سؤال يحتاج إلى بحث طويل وأنا لي كتاب خاص في هذه المسألة فإذا كان عندك رغبة في القراءة فترجع إليه اسم الكتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " كتاب بنحو مئة وخمسين صفحة فماذا أجيبك الآن في هذه اللحظة أختصر الجواب، أختصر الجواب فأقول قال عليه الصلاة والسلام ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) هذا الحديث يرويه جماعة من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام منهم عائشة وأفادتنا فائدة من بين جميع الصحابة الذين رووا هذا الحديث قالت بعد أن روت الحديث " ولولا ذاك أبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدا " تعني لولا هذا اللعن الذي ذكره الرسول عليه السلام في حق اليهود والنصارى بأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لكان الرسول عليه السلام حينما مات دفن في أرض بارزة لولا ذلك ولكن لما كانت هذه الحقيقة واقعة وهي أن اليهود والنصارى ضلوا بسبب اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد لم يدفن الرسول عليه السلام في أرض بارزة وإنما دفن في حجرته الشريفة لماذا؟ لكي لا يتمكن الناس من بناء مسجد فوقه كما كانت اليهود والنصارى تفعل ولولا ذاك أبرز قبره ولكن خشي أن يتخذ مسجدا ولذلك لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف الصحابة في مكان دفنه رفع الخلاف حديث رواه أبوبكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من نبي مات إلا ودفن في الموضع الذي مات فيه ) ورسول الله كما تعلمون جميعا مات في بيته في حجرته فحفروا له في بيته تحت سريره وأنزلوه في حفرته فكان لا يستطيع أحد مطلقا في عهد الصحابة في عهد أزواج الرسول عليه السلام أن يأتي إلى قبر الرسول عليه السلام لأنه في البيت حيث كانت السيدة عائشة فيه وقد عاشت بعد الرسول عليه السلام دهرا طويلا ومن المؤسف جدا جدا أن الحكام الذين كانوا في ذاك الزمن كانوا في غفلة عن هذه الأحاديث أولا وعن الغاية التي قصدها الشارع الحكيم حينما ألهم الرسول عليه السلام أن يعلم المسلمين أنه ينبغي أن يدفن في بيته الغاية من ذلك ألا يتمكن المسلمون كما ذكرت السيدة عائشة من بناء المسجد على قبره فمن المؤسف جدا أن بعض الحكام في ذلك الزمان غفلوا عن هذا فلما اضطروا إلى توسيع المسجد النبوي وسعوه على حساب بيت الرسول عليه السلام فرفعوا الجدار الذي كان يفصل بين المسجد وبين البيت وضموا بيوتات أزواج الرسول عليه السلام إلى المسجد فصار القبر في المسجد كما هو مشاهد اليوم وهذا خلاف الأحاديث كلها ومن الأحاديث وأختم الجواب بذلك حتى لا يتبادر إلى ذهن بعض الناس القاصرين العلم والفكر والنظر إي نحن شو عاملين إذا كان اليهود والنصارى لعنوا فنحن مثل حكايتهم فيأتي حديث آخر وهو الذي أنهي به هذا الجواب فيقول عليه الصلاة والسلام ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) فإذا الحكم هذا أي اللعن ليس خاصا باليهود والنصارى وإنما هو خاص بكل من فعل مثل فعل اليهود والنصارى من بنى على قبر النبي مسجدا وعبد الله عز وجل فيه وهذا كله من باب سد الذريعة الحيلولة بين المسلم وأن يقارب الشرك بأي نوع من أنواعه أي هذا تحقيق لقول الله عز وجل (( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) ونحن نرى مع الأسف الشديد أن هذه المساجد التي بنيت على قبور الأولياء والصالحين يدعى فيها غير الله فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر آالأشخاص الذين يأتون إلى مسجد بني أمية خصوصا للصلاة عند يحيى عليه السلام وللدعاء عنده وللاستغاثة والتوسل به والله عز وجل كما قال (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) فإذا لا يجوز الصلاة في المسجد المبني على القبر لأن هذا فعل اليهود والنصارى وفعل من لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلى المسلم الحريص على دينه أن يتقصد الصلاة في المساجد التي بنيت على تقوى من الله وليس فيها شيء مما حرم الله عز وجل كالقبر في المسجد هذا خلاصة عن السؤال السابق الجواب عن السؤال السابق ومن شاء البسط والتفصيل فعليه بكتابي السابق الذكر.