ما حكم ذكر كلمة سيدنا محمد في الصلاة مع أنه ورد حديث يمنع فيه ذلك ؟ حفظ
الشيخ : يقول السائل ما حكم ذكر كلمة سيدنا محمد في الصلاة مع ما يسمع عن حديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمنع فيه أن يسوّدوه على أحد؟
السائل يشير إلى حديث ( لا تسوّدوني في الصلاة ) مثال ... لا تسوّدوني فلا أصل له هذا التعبير من حيث اللغة ولا أصل له في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أي لم يأت النهي الصريح عن تسويد الرسول عليه السلام أي عن أن نقول فيه سيدنا رسول الله ليس هناك حديث صريح في النهي عن هذا بل هناك أحاديث وصف الرسول عليه السلام نفسه بأنه سيد البشر سيد الناس يوم القيامة وكلكم سمع شيئا منها ولكن هل كون الرسول عليه السلام بحق سيد الناس هذا مما يسوغ لنا أن نزيد في الصلاة عليه في الصلاة ما لم يشرعه الله؟ الجواب لا ولا أريد إطالة البحث في هذا لأنني ذكرته مرارا وتكرارا لكن أقرّب الأمر لمن قد يكون لم يسمع البحث السابق وإنما يسمعه الآن لو أن مصليا قال في التشهد التحيات لله سبحانه وتعالى أليس هذا تعظيما لله عز وجل؟ بلا شك، لكن هل يجوز له ذلك؟ الجواب لا، هل معنى هذا الجواب أنه المجيب لا يعظم رب العالمين؟ حاش، بل هذا من تمام تعظيم رب العالمين أن تلتزم شريعته ولا نزيد عليها ولو بحرف واحد من عندنا فالتحيات لله شرع أوحاه الله إلى رسول الله فعلمه أصحابه وكان يعتني عناية خاصة في تعليمه إياهم فابن مسعود مثلا يقول " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التشهد في الصلاة وكفي بين كفيه وكفي بين كفيه " يعني الرسول آخذ بكف ابن مسعود يلقنه عن كثب وعن قرب صيغة التشهد في الصلاة ولذلك يقول أصحاب ابن مسعود بأنه هو بدوره كان يعلمنا التشهد ويأخذ على أحدنا الحرف الواحد إذا زاد في التشهد حرف واحد يأخذه عليه وينكره عليه فنحن إذا قلنا التحيات لله سبحانه وتعالى ما جئنا أمرا نكرا أي من حيث المعنى ولكن جئنا بأمر منكر بلا شك من حيث الاتباع فلم نتبع الرسول عليه السلام في تعليمه لأصحابه هذا التشهد بدون هذه الزيادة وإذا كان بدهيا لدى كل مسلم أوتي ذرة من عقل وعلم أن هذه الزيادة مع أنها لا تنافي جلال الله وعظمته لا تجوز لأن الرسول عليه السلام لم يعلمها أصحابه فأولى وأولى ألا يجوز للمصلي أن يزيد لفظة سيدنا اللي فيها تعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام لأن تعظيم الله أوجب علينا من تعظيم الرسول ومع ذلك علمنا من المثال السابق أنه لا يجوز لنا أن نعظم الله بما لم يشرع فأولى وأولى ألا نعظم رسول الله بما لم يشرع الله تبارك وتعالى.