فوائد الحديث . حفظ
الشيخ : فإذن في هذا الحديث مما يناسب الموضوع الذي نحن في صدده حض بليغ جدا على أن يصبر المسلم فيما إذا أصيب بمرض ومما يحمله على الصبر أن يتذكر بأن الله عز وجل يثيبه على كل العبادات والطاعات التي كان يفعلها في حال صحته وفي الحديث أيضا حض غير مباشر للمسلم الصحيح السليم على أن يغتنم صحته وشبابه وأن يكثر من طاعة الله عز وجل وعبادته لأن للصحة حقا وللسن حقا فالصحيح لا يظل صحيحا والسليم لا يظل سليما فقد يمرض كذلك الشاب والكهل لا يظل كذلك فلابد من أن يخضع شاء أم أبى لسنة الله في خلقه عز وجل من ذلك أن يكون طفلا فيصير صبيا فيصير شابا فيصير كهلا فيصير شيخا فلا يستطيع في حالة شيخوخته أن يستمر على تلك العبادات والطاعات التي كان ينهض بها في حال شبابه فينبغي على المسلم الحريص على آخرته أن يتذكر هذه الحقيقة وأن يهتبلها فرصة فيكثر من العبادة والطاعة حتى ما إذا أسن وشاخ أو مرض ولم يستطع أن يقوم بتلك العبادات والطاعات فالله عز وجل يكتبها له لأنه معذور عذرا الله عز وجل بتقديره فرضه عليه ليس له إرادة وليس له في ذلك كسب هذا الحديث يعطينا هذا الحض غير المباشر أي أيها القوي السليم احرص على طاعة الله عز وجل في حالة قوتك وشبابك حتى ما إذا عجزت أو مرضت كتبها الله لك ولو لم تفعل شيئا من ذلك