ما حكم الاحتجاج بالمرسل وهل يتقوى ؟ حفظ
الشيخ : فالبحث هو في الاحتجاج بالحديث المرسل ونقده وليس إذا ما ... شاهد يقويه بمرسل آخر ... أو ... فلذلك يخرج المحدثين الذين تركوا الاحتجاج بالحديث المرسل أن يكون مكلفين بالإمام الشافعي بل الإمام الشافعي موافق لهم لكنه أوضح أنه إذا جاء له شاهد فيتقوى به وقوله هذا لا يخالف علماء الحديث الذين قالوا إلى أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق، أما عن الإمام مالك هو من أهل الحديث وهو احتج بالمرسل فالجواب عن ذلك بشيئين الأول هو أن المقصود بعلماء الحديث هم الذين تميزوا على العلماء الآخرين بالانتساب إلى الحديث وهم في ذلك أن يكون علم علماء الحديث الإمام مالك ولكن تغلب عليه الفقه ولذلك صار إماما من أئمة الفقهاء الأربعة فإذن يتبين بهذا أن كون الإمام مالك يحتج بالمرسل لا يخالف قولنا السابق أن أئمة الحديث لا يحتجون بالمرسل والإمام مالك هو فقيه أكثر مما هو محدث فما هو الصواب من هذا الاختلاف الذي ذكرناه في الأمس القريب فنحن لا نشك أن الصواب مع علماء الحديث وذلك لأمرين اثنين الأمر الأول هو أنه ينبغي الرجوع إلى كل علم إلى أهل الاختصاص فيه فإذا كان هناك فقهاء ومحدثين أراد من لا علم عنده بعلم في الحديث أو في الفقه فلا شك أنه احتج بأهل الاختصاص لكل من العلمين من الحديث والفقه وبحثنا الآن طبعا حديثي فإذا علمنا أن علماء الحديث ذهبوا إلى عدم الاحتجاج بالمرسل وخالفهم الفقهاء فمن الواضح البين أن الاحتجاج في هذا إنما يكون ما ذهب إليه أهل الاختصاص وهم أهل الحديث أما الوجه الآخر الذي به نرجّح أن المرسل ليس بحجة فهو أنه يلزم كما قال الإمام ابن حبان يلزم الذين يقولون بالاحتجاج بالمرسل أن يأتوا بأي مرسل كان ولو في آخر الزمان بمعنى إذا احتججنا بمرسل التابعين فيرد هنا لماذا لا نحتج بمرسل تابع التابعين؟ ونحب كمن يقول بالاحتجاج بالمرسل هو الثقة بالمرسل وهو التابعي هنا فما دام أن هذا المرسل التابعي ثقة نحن نحسن الظن به ونقول إنه إما أن يكون قد سمع هذا الحديث من الصحابة أو يكون سمعه عن ثقة عنده من التابعين تلقاه عن الصحابي إذا كانت هذه هي الحجة حجة القائلين بالاحتجاج بالحديث المرسل فنلزمهم ما أشرنا إليه آنفا ألا وهو الاحتجاج بالمرسل ولو في آخر الزمان استحسنوها بالمنطق تابع تابعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ثقة فينبغي أن نحتج بمرسله نفس العلة التي احتج القائلون بمرسل التابعي وهكذا يأتي تابع تابعي فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعنده ... من حديثه لأنه ثقة فتمشي بدون ما نقول كلام قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن نحتج به ولو لم يقل أهل الحديث إطلاقا دليل على أنه ثقة إمام إلى آخره قال ابن حبان أخيرا وبذلك يقضى على علم الحديث كله إذا ذهب من يقول أي رواي سواء كان تابعيا أو غيره قال رسول الله وهو ثقة عندنا لوجب على طريقة من احتج بالمرسل أن نحتج بكل مرسل على وجه الأرض ... جدا أن ... بالأحاديث المرسلة ... لأهل التحقيق في الحديث أنه من المستحيل الاحتجاج بالمرسل لأنه مرسل.