شرح قوله : ( أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ) . حفظ
الشيخ : ثم قال في الخصلة الخامسة من الست قال عليه السلام ( أو خاصة أحدكم ) يعني الموت الذي لا يفر أو لا يستطيع أن يفر منه أحد فهو خاص بكل إنسان بادروا ستا طلوع الشمس و و وخاصة أنفسكم يعني الموت على الإنسان إذا كان يستبعد مثلا لعلامات لم تظهر بعد أن تطلع الشمس من مغربها وأن تخرج الدابة أو الدجال إذا كان يستبعد هذا فهل يستبعد عنه الموت وهو أمر لابد منه وقد كبته الله عز وجل على كل مخلوق لا سيما البشر الذين قدر فيهم أن يكون عمرهم من أوساط الأعمار لا يتجاوز الستين والسبعين فإذن على المسلم ألا يتكل على ما قد يستبعده من خروج الدجال أو الدابة أو طلوع الشمس من مغربها فأمامه أمر لا مفر له منه وهو خاصة نفسه الموت لذلك فعلى الإنسان أن يبادر إلى الأعمال الصالحة قبل أن يفجأ بهذا الموت الذي كتب على كل نفس حية وأخيرا الخصلة السادسة في هذا الحديث ( أو أمر العامة ) أمر العامة هو الموت الذي يشمل عامة الناس ألا وهو كناية عن قيام الساعة فقيام الساعة تأتي بعد تلك الخصال التي ذكرت في الحديث باستثناء الموت الخاص بكل إنسان فهذا يأتيه قبل أن تقوم الساعة على أن بعض الوعّاظ يقولون إن من مات فقد قامت قيامته وهذا صحيح لأنه بموته انتهى كل شيء فإما أن يكون سعيدا وسيلقى جزاء عمله الصالح أو شقيا على العكس من ذلك الخلاصة من هذا الحديث واضح جدا وهو ألا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا وألا يفتتن بها ولا يلتهي بها عما يجب عليه من أن يتدارك نفسه قبل أن يفجأ بشيء من هذه الأمور الستة وأقربها إليه الموت الذي سمي في القرآن باليقين.