الكلام على قصة الرجل الذي لما حضرته الوفاة أمر أولاده أن يحرقوه ويذروه في الريح والبحر . حفظ
الشيخ : أما سمعتم بهذه المناسبة قصة ذلك الرجل الذي لما حضرته الوفاة جمع أولاده حوله فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولإن قدر الله عليّ ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار ثم ذروا نصفي في الريح ونصفي في البحر فمات الرجل فحرقره ونفذوا فيه الوصية نصف الرماد في الريح الهائج والنصف الثاني في البحر المائج فقال الله عز وجل لذراته كوني فلانا فكانت فقال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على مافعلت؟ قال ربي خشيتك قال اذهب قد غفرت لك جاء في رواية مسند الإمام أحمد وذلك لأنه كان موحدا وهذا من فضائل لا إله إلا الله اللي بيقول فيها الرسول ( من قال لا إله إلا الله حرم الله بدنه على النار ) وكما شرحنا لكم حرم الله بدنه على النار إما تحريما مطلقا وإما حرم عليه النار الأبدية على حسب بأى أعماله الصالحة والطالحة أما أن يخلد موحد في النار بسبب ذنوب اقترفها واجترحها هذا مستحيل هذه عقيدة أهل السنة والجماعة حقا وهذا الذي ندعو الناس إليه دائما وأبدا ما نأتي إلى حديث نأخذ منه حكم أو رأي أو عقيدة وإنما نجمع الأحاديث بعضها لبعض لا شك أنت إذا نظرت إلى هذا الحديث منافقا خالصا تطلع خارجي محض إلي بيكفروا المسلمين بارتكابهم لكبيرة من الكبائر لكن لا يجوز أن تنظر إلى هذا الحديث وتغض النظر عن أحاديث بل آيات كثيرة جدا (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) جاء بعض الضالين في العصر الأخير ممن يسمون بجماعة التكفير فوقعوا في مذهب الخوارج وأخذوا يتأولون من نصوص الكتاب والسنة كما فعل المؤولة في كل الأحكام التي اختلفوا مع أهل السنة فيها فماذا قالوا في هذه الآية مثلا ((إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لما قيل لهم كيف تكفرون أصحاب الذنوب والمعاصي كيف تفعلون بهذه الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ممن تاب قلنا سبحان الله ممن تاب عطلتوا الآية كمان المشرك إذا تاب الله بيغفرله فإذا رجعتوا القضية للتوبة ما فيه فرق بين مشرك بين مرتكب الكبيرة الشاهد لسنا في هذا الصدد المهم يجب أن تؤخذ الأحكام والعقائد الصحيحة من مجموع الأدلة الواردة في نقطة معينة فبحثنا الآن إنسان يرتكب معاصي بل وكبائر وهو لا يستحلها في قلبه لا يقول كما يقول كثير من الجهال اليوم بلا حلال حرام وبلا حلال هذا كافر مرتد عن دينه لكن كثير من الناس بيرتكبوا المعصية وهم والله متذللين بينهم وبين ربهم الله يتوب علينا قد يكون الساعة مثلا يعني يرجع فيها إلى ربه فيذكر ذنبه ويندم عليه ثم تتغلب عليه النفس الأمارة بالسوء وهكذا كالسنبلة في الريح العاصف مرة يمين ومرة يسار فالخلاصة هذا الحديث لا يخرج على الحديث السابق سوى أنه يؤكد أنه منافق النفاق الذي فسرناه النفاق العملي وهو منافق عملي خالص لا يشوبه شيء في هذا.