تفسير قوله تعالى: (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )). حفظ
الشيخ : ثم قال : (( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) طالب العلم يتشوف هنا إلى جواب القسم لأن القسم لا بد فيه من أركان : مقسم ومقسم به ومقسم عليه وأداة قسم كم هذه ؟ أربعة ،مقسم ومقسم به ومقسم عليه وأداة قسم لننظر الآن في هذه الآية : (( والقرآن المجيد )) ففيها أداة القسم وهي الواو وفيها مقسم به وهو القرآن وفيها مقسم وهو الله عز وجل لأن القرآن كلام الله بقي الرابع ما هو؟ المقسم عليه فأين هو ؟ اختلف في ذلك النحويون والمفسرون ولكن ابن القيم وابن كثير رجحا بأن جواب القسم مضمون السورة كلها ، مضمون السورة كلها وليس جملة معينة منها ، المعنى أن الله أقسم بالقرآن على كل ما في هذه السورة وأنه حق لا يعتريه باطل ولا شك وحينئذ لا نحتاج إلى جواب في جملة معينة (( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) عجبوا ، الفاعل كفار قريش والدليل لذلك قوله : (( منهم )) وهو النبي صلى الله عليه وسلم كم قال تعالى : (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم )) أي في العرب (( عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) هذا العجب هل هو عجب استحسان وإقرار أو عجب تكذيب وإنكار؟ ماذا يظهر لكم ؟ الثاني العجب يأتي بمعنى الاستحسان والإقرار ومنه حديث عائشة رضي الله عنها ( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله ) وتقول تكلم فلان فأعجبني كلامه أي سرني وأقررته ويأتي العجب بمعنى الإنكار والتكذيب كما في هذه الآية ، عجبوا أي عجب إنكار وتكذيب أن جاءهم منذر منهم : وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو عليه الصلاة والسلام منذر ومبشر ، منذر لكل من خالفه بالعقوبة ومبشر لكل من أطاعه بالثواب الجزيل .