هل يجوز لصاحب البيت أن ينظر إلى الخادمة وتكشف له وجهها وكذلك لأولاده ، ويخلو بها في البيت ، أو يتركها عند أحد أولاده في البيت ويخرج هو وزوجته والولد في سن البلوغ وكذا الخادمة ، فما نصيحتكم في هذه البلوى ، وما حكم الإتيان بالخادمة بدون محرم وهو يعلم بحرمة ذلك ولا يلزمها بالحجاب الشرعي إلا إذا خرجت من البيت ، وهل يحل الإتيان بالخادمة للضرورة .؟ حفظ
السائل : هذه مجموعة من الأسئلة في موضوع واحد تقريبا ، سائل يقول ابتلي كثير من الناس اليوم بوجود خادمات في البيوت فهل يجوز لصاحب البيت أن ينظر إليها وتكشف له وجهها وكذلك لأولاده بل ويخلو بها في البيت أو يتركها عند أحد أولاده في البيت ويخرج هو وزوجته والولد في سن البلوغ ، وغالبا تكون الخادمة شابة متجملة بأحسن لباس وأحسن هيئة ، فما نصيحتكم في هذه البلوى التي لا يخفاكم خطرها وأبعادها على الشباب وتردي الأخلاق ، وفي نفس المضمون أيضا يقول فضيلة الشيخ يوجد بعض الملتزمين وبعض من نتوسم فيهم الصلاح أنهم يأتون بالخادمة أو بشغالة بدون محرم وهم يعلمون الحكم باستقدامها بدون محرم وإذا أتوا بها إلى هنا لا يلزمونها بالحجاب الشرعي وهو ستر وجهها لا عنه ولا عن أولاده في البيت وإذا خرجت من البيت أمرها بالحجاب فإذا نصح لماذا لا تغطي وجهها قال إنها شغالة كيف تعمل وكيف تشتغل وهي محجبة فما هو الحكم في ذلك ؟ وأيضا قريبا من الموضوع يقول إذا كان الإنسان مضطرا لجلب خادمة حيث أن زوجته مضطرة لذلك حيث لديها أربعة أولاد صغار حيث لا يتجاوز الكبير منهم سبع سنوات هل يحل له ذلك أم هو حرام عليه نرجو الإجابة؟
الشيخ : هذا سؤال مهم جدا ، وهي ما ابتلي به الناس من تيسير الحصول على الخدم لكثرة المال واحتياج هؤلاء الخدم إلى المجيء إلى هذه البلاد وهذه البلوى قد ابتلي الله سبحانه وتعالى بمثلها لينظر كيف يعمل الناس ففي عهد الصحابة رضي الله عنهم يسر الله لهم وهم في الإحرام الصيد ، مع أن الصيد للمحرم حرام فصارت أيديهم تناله ورماحهم تناله رماحهم تنال الطيور وأيديهم تنال الزواحف كالظباء والأرانب وفي هذا يقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )) ، هؤلاء الخدم تيسر لنا الحصول عليهم وصار بعض الناس يستقدمونهن لا للحاجة ولكن للمباهاة ، من أجل أن تخرج المرأة ووراءها خادمها أو خادمتها وفي يدها الحقيبة قد علقتها بيدها ، أعني الخادم ثم إذا وقفت عند المتجر قالت يا فلانة هات لنا هذا هات لنا هذا مباهاة ، وإلا فالبيت لا يحتاجه ، ومع ذلك ، مع هذه البلوى تقدم هذه الخادم بدون محرم ، وربما تكون شابة جميلة وربما يخرج الرجل من بيته وليس فيه إلا ابنه الشاب أو أخوه الشاب الأعزب فما ظنكم بخلوه بمثل هذه الخادمة مهما كان على جانب من التقى فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فربما يغريه ويعده وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، لذلك أنا أرى أنه لا يجوز جلب الخادم إلا بشروط ، الشرط الأول : الضرورة إلى وجودها ، الضرورة إلى وجودها كالمثال الذي ذكره السائل امرأة ليس في البيت إلا هي ولها أربع أولاد صغار ماذا تصنع ؟ مثل هؤلاء الأولاد الصغار لو دخلت الحمام وهم خارج الحمام ، وهم سيكونوا خارج الحمام صار خطرا عليهم ، صار خطرا عليهم ربما يعبثون بالنار ، ربما يضرب بعضهم بعضا ربما يصنعوا أشياء ، فهذه ضرورة ، فلا بد من الضرورة أما بدون ضرورة فلا لأن استخدامها بدون ضرورة إضاعة للمال مع كونها سببا للفتنة ، الشرط الثاني : أن يكون معها محرمها لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) ولكن هذا الشرط قد يقول بعض الناس أنا ليس لي حاجة في محرمها وليس عندي مكان لمحرمها البيت ليس فيه ملحق وليس عندي شقة أخرى ولا بيت آخر وهذا الشرط لا أستطيعه ، نقول إذا كنت لا تستطيعه حقيقة فمن الممكن أن تستأجر امرأة من البلد لتقضي حاجتك في النهار وتذهب إلى بيتها في الليل وأما أن تأتي بها من السفر فلا ، الشرط الثالث : أن يأمن الفتنة من نفسه ومن عائلته ، فإن لم يأمن الفتنة فإنه لا يجوز استقدامها والدليل على أن خوف المحذور سبب للمنع ، الدليل قوله تعالى : (( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )) ممنوع التعدد إذا خاف ألا يعدل وعدم العدل وقوعه في المحذور فبين الله عز وجل أن الشيء المباح إذا خيف منه المحذور صار ممنوعا ، فلا بد من أن يأمن الإنسان على نفسه وعلى أهله من فتنة هذه الخادم ، الشرط الرابع : أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر ، أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر وأعظم شيء يجب ستره وأوجب وأحق شيء يجب ستره هو الوجه لأن الوجه هو محل الفتنة هو محل الرغبة ، لا يسأل عن المرأة عند خطبتها إلا عن وجهها ، لو تكون بقية أعضائها من أجمل الأعضاء وأحسن الأعضاء ووجهها قبيح ما خطبها أحد ، ولو كان وجهها جميلا وكان عندها عيب أو شيء من عدم الجمال في بقية الأعضاء لخطبت ، فإذا كان الوجه هو محل الرغبة ومحط الفتنة فالواجب ستره ، أما قول السائل إنها إذا غطت وجهها فكيف تعمل ؟ نقول هل أنت عندها دائما في البيت ؟ هل أنت عندها في المطبخ هل أنت عندها في المقهى ؟ أبدا ، لا تكون عندها إلا إذا حضرت للغداء أو للعشاء أة للفطور وفي هذه الحالة تأتي مغطية وجهها أو واضعة على وجهها برقعا أو واضعة على وجهها نقابا وهذا ممكن وليس فيه صعوبة ، وكذلك يمنعه من الخلوة بها ، لأن الخلوة بالمرأة غير المحرم محرمة فلا يجوز أن يخلو بها في البيت ، ولا يجوز أن يمكنها من الخلوة بأحد أبنائه ، فإذا تمت الشروط جاز استقدامها وإذا لم تتم فاستقدامها محرم ولا يغرنك أيها الإنسان إمهال الله لك بإعطائك العافية والمال والرزق مع إقامتك على معصيته فإنما ذلك استدراج ، إذا رأيت الله ينعم على العبد وهو مقيم على معصيته فذلك استدراج من الله له ، نسأل الله العافية نعم .
الشيخ : هذا سؤال مهم جدا ، وهي ما ابتلي به الناس من تيسير الحصول على الخدم لكثرة المال واحتياج هؤلاء الخدم إلى المجيء إلى هذه البلاد وهذه البلوى قد ابتلي الله سبحانه وتعالى بمثلها لينظر كيف يعمل الناس ففي عهد الصحابة رضي الله عنهم يسر الله لهم وهم في الإحرام الصيد ، مع أن الصيد للمحرم حرام فصارت أيديهم تناله ورماحهم تناله رماحهم تنال الطيور وأيديهم تنال الزواحف كالظباء والأرانب وفي هذا يقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )) ، هؤلاء الخدم تيسر لنا الحصول عليهم وصار بعض الناس يستقدمونهن لا للحاجة ولكن للمباهاة ، من أجل أن تخرج المرأة ووراءها خادمها أو خادمتها وفي يدها الحقيبة قد علقتها بيدها ، أعني الخادم ثم إذا وقفت عند المتجر قالت يا فلانة هات لنا هذا هات لنا هذا مباهاة ، وإلا فالبيت لا يحتاجه ، ومع ذلك ، مع هذه البلوى تقدم هذه الخادم بدون محرم ، وربما تكون شابة جميلة وربما يخرج الرجل من بيته وليس فيه إلا ابنه الشاب أو أخوه الشاب الأعزب فما ظنكم بخلوه بمثل هذه الخادمة مهما كان على جانب من التقى فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فربما يغريه ويعده وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، لذلك أنا أرى أنه لا يجوز جلب الخادم إلا بشروط ، الشرط الأول : الضرورة إلى وجودها ، الضرورة إلى وجودها كالمثال الذي ذكره السائل امرأة ليس في البيت إلا هي ولها أربع أولاد صغار ماذا تصنع ؟ مثل هؤلاء الأولاد الصغار لو دخلت الحمام وهم خارج الحمام ، وهم سيكونوا خارج الحمام صار خطرا عليهم ، صار خطرا عليهم ربما يعبثون بالنار ، ربما يضرب بعضهم بعضا ربما يصنعوا أشياء ، فهذه ضرورة ، فلا بد من الضرورة أما بدون ضرورة فلا لأن استخدامها بدون ضرورة إضاعة للمال مع كونها سببا للفتنة ، الشرط الثاني : أن يكون معها محرمها لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) ولكن هذا الشرط قد يقول بعض الناس أنا ليس لي حاجة في محرمها وليس عندي مكان لمحرمها البيت ليس فيه ملحق وليس عندي شقة أخرى ولا بيت آخر وهذا الشرط لا أستطيعه ، نقول إذا كنت لا تستطيعه حقيقة فمن الممكن أن تستأجر امرأة من البلد لتقضي حاجتك في النهار وتذهب إلى بيتها في الليل وأما أن تأتي بها من السفر فلا ، الشرط الثالث : أن يأمن الفتنة من نفسه ومن عائلته ، فإن لم يأمن الفتنة فإنه لا يجوز استقدامها والدليل على أن خوف المحذور سبب للمنع ، الدليل قوله تعالى : (( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )) ممنوع التعدد إذا خاف ألا يعدل وعدم العدل وقوعه في المحذور فبين الله عز وجل أن الشيء المباح إذا خيف منه المحذور صار ممنوعا ، فلا بد من أن يأمن الإنسان على نفسه وعلى أهله من فتنة هذه الخادم ، الشرط الرابع : أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر ، أن يلزمها بما تقتضيه الشريعة من التستر وأعظم شيء يجب ستره وأوجب وأحق شيء يجب ستره هو الوجه لأن الوجه هو محل الفتنة هو محل الرغبة ، لا يسأل عن المرأة عند خطبتها إلا عن وجهها ، لو تكون بقية أعضائها من أجمل الأعضاء وأحسن الأعضاء ووجهها قبيح ما خطبها أحد ، ولو كان وجهها جميلا وكان عندها عيب أو شيء من عدم الجمال في بقية الأعضاء لخطبت ، فإذا كان الوجه هو محل الرغبة ومحط الفتنة فالواجب ستره ، أما قول السائل إنها إذا غطت وجهها فكيف تعمل ؟ نقول هل أنت عندها دائما في البيت ؟ هل أنت عندها في المطبخ هل أنت عندها في المقهى ؟ أبدا ، لا تكون عندها إلا إذا حضرت للغداء أو للعشاء أة للفطور وفي هذه الحالة تأتي مغطية وجهها أو واضعة على وجهها برقعا أو واضعة على وجهها نقابا وهذا ممكن وليس فيه صعوبة ، وكذلك يمنعه من الخلوة بها ، لأن الخلوة بالمرأة غير المحرم محرمة فلا يجوز أن يخلو بها في البيت ، ولا يجوز أن يمكنها من الخلوة بأحد أبنائه ، فإذا تمت الشروط جاز استقدامها وإذا لم تتم فاستقدامها محرم ولا يغرنك أيها الإنسان إمهال الله لك بإعطائك العافية والمال والرزق مع إقامتك على معصيته فإنما ذلك استدراج ، إذا رأيت الله ينعم على العبد وهو مقيم على معصيته فذلك استدراج من الله له ، نسأل الله العافية نعم .