هل يشرع تشجيع الناس لتراءى هلال رمضان وهل من قاعدة ضابطة في هذا الباب ، وإذا رأى الرجل الهلال في النهار هل يقضي ذلك اليوم ، وإذا كانت تلك الليلة فيه غيم أو رؤي في منتصف الليل هل يشرع الصيام أم لا .؟ حفظ
السائل : هذا سائل يقول فضيلة الشيخ : إني أريد أن أتراءى هلال شهر رمضان وكثير من الناس يرغبون في ذلك لكن لا نعلم متى، وهل يكون معه أو بعده أو في نصف الليل وهل إذا رأيته في النهار يعتبر اليوم الذي بعد صيام أم ماذا؟ ، أفتونا وفقكم الله وهل أشجع الناس علي رؤية هلاله؟ وهل من قاعدة ضابطه لهذا الشيء ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، من هدي الصحابة رضي الله عنهم أنهم يتراءون الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( تراءى الناس الهلال ) أي صار بعضهم يريه بعضا ( فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بالصيام ) فالسنة أن يتراءى الناس هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان، فإن رأوه صاموا وإن لم يروه لغيم أو قتر فإنه يتمون شعبان ثلاثين يوما لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه أفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) ومن رآه فالواجب عليه أن يخبر أقرب محكمة إليه ومعلوم أن الترائي للهلال يكون في مكان مرتفع ويكون في مكان بعيد عن الأضواء لأن الأضواء تحجب الرؤية ولهذا يحجب ضوء الشمس رؤية الهلال، كذلك الأنوار التي في الأرض إذا كثرت وتسلطت على الأفق منعت الرؤية، فليبعد الإنسان عن البلد وعن مكان الأضواء ليكون ذلك أيسر لرؤيته، والعبرة لرؤيته بعد غروب الشمس هذا هو العبرة، أما قول الأخ يراه في نصف الليل، أن يرى نصف الليل قد مضي ليالي من الشهر، يعني يرى نصف الليل عند الغروب معناه أننا في اليوم السادس من رمضان أو اليوم السابع، ولكن هاهنا مسألة، شهر رمضان يكفي في رؤيته رجل واحد أو امرأة وغيره لابد فيه من رجلين، فيصوم الناس واحد ولا يفطرهم إلا اثنان ، ولكن لا بد أن يكون الرائي ثقة، ثقة في دينه ثقة في نظره، فإن لم يكن ثقة في دينه ثقة أو في نظره، فلا عبرة بشهادته، لقوله تعالى : (( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ )) لا بد من العدالة، ولا بد من قوة البصر، فلو جاءنا رجل إذا مشا يقدم يده لئلا يغلبه الجدار، ثم قال أنا رأيت الهلال وهو رجل ثقة في دينه، قلنا أريت الهلال قال نعم رأيته، رأيته متأكد قال متأكد، فإذا الرجل لا يستطيع أن يهتدي إلى الطريق، هل نقبل قوله ثقة ؟ اختل الشرط الثاني وهو قوة البصر، وذكر صاحب الفروع أحد تلاميذ ابن مفلح رحمه الله في كتابه الفروع، أن أحد القضاة جاءه رجل، وقال إني رأيت الهلال، قال هل معك أحد ؟ قال معي أحد لكن ما رأوا الهلال دعوا الذين معه قال هل رأيتم الهلال ؟ ، قالوا ما رأيناه، وهذا الرجل مصمم يقول رأيت الهلال، وكان القاضي ذكيا فقال اذهب بنا إلى المكان الذي رأيت الهلال فيه لننظر إليه، فذهب به، فلما وقفوا أمام مغرب الشمس يقول هل رأيت الهلال يقول ؟ نعم رأيته، متأكد ، قال متأكد ، تشهد ؟ قال أشهد، قال بسم الله مسح حاجبي، حاجبي الرجل الذي يشهد، قال أريت الهلال ؟ قال ما رأيته، وإذا الذي يري شعرة بيضاء في حاجبه ، فلا بد من التثبت، لا بد من التثبت .