الكلام على صفة العمرة . حفظ
الشيخ : أما كيف نؤدي الحج؟ وهو أمر مهم، لأن العبادات لا تصح إلا بأمرين : الإخلاص لله، والموافقة لشريعة الله عز وجل، إذا لا بد لكل من أراد الحج، لا بد أن يعرف كيف يحج، ومن أين نعرف كيف نحج؟ من أفواه العلماء، ومن الكتب المؤلفة في ذلك ممن يوثق بعلمه ودينه، وما أكثر الكتب ولله الحمد المؤلفة في المناسك من مختصر جدا ومتوسط ومطول، ولكننا نوجز هذا الآن في الكلمات الآتية، إذا وصلت إلى الميقات فاغتسل كما تغتسل للجنابة، ثم تطيب، ثم البس الإزار والرداء وهما ثياب الإحرام، هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب، إلا أنها لا تلبس ثياب زينة تكون متبرجة بذلك، ثم صل ركعتين سنة الوضوء، أو إذا كانت الفريضة وقتها حاضر فصل الفريضة، ثم بعد ذلك اركب سيارتك وقل : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك عمرة، فتلبي بالعمرة، وتستمر في التلبية، تكثر من التلبية وترفع صوتك بها إذا كنت رجلا، أما المرأة فتسر بها، واعلم أنه لا يسمع صوتك شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد لك يوم القيامة، فإذا وصلت إلى مكة فبادر بأداء العمرة، اذهب إلى المسجد الحرام، وتدخل المسجد، فتقدم رجلك اليمنى، وتقول : بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، كسائر المساجد، ثم تتقدم إلى الكعبة وتبدأ بالطواف، فتحاذي الحجر الأسود، تتجه إليه، تستقبله، إن قدرت على أن تصل إليه بسهولة بدون مشقة عليك ولا على الناس فافعل، وقبله وامسحه باليد، وإن لم تقدر فالإشارة كافية، وفي هذا الطواف يسن للرجل شيئان : الشيء الأول : الاضطباع، والإضطباع أن يجعل الرداء وسطه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر في جميع الطواف، ولا يضطبع قبل الطواف ولا يضطبع إذا فرغ من الطواف، أما الشيء الثاني الذي يسن فهو الرمل، ولكن الرمل إنما يسن في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، وأما الأربعة الباقية فيمشي فيها كما يمشي على عادته، ماذا يقول عند استلام الحجر؟ يقول عند أول مرة : بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك، ووفاءا بعهدك، واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم إذا دار وحاذى الحجر يقول الله أكبر فقط، وماذا يقول عند استلام الركن اليماني؟ لا يقول شيئا، لا تكبيرا ولا تسمية، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وماذا يفعل في الركن اليماني؟ يستلمه بيده فقط، يعني يمسح عليه بيده اليمنى فقط، ولا تقبيل فيه ولا إشارة إليه لو لم تتمكن من الاستلام، وبين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : (( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))، فإن كان المطاف زحاما وانتهيت من هذا الدعاء قبل أن تحاذي الحجر الأسود فكرر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، دعا ثلاثا، كرر ثلاثا، أربعا، خمسا، حتى تصل إلى الحجر الأسود، فإذا أتممت سبعة أشواط، نعم، قبل أن أقول وماذا تقول في بقية الطواف؟ ماذا تقول؟ تقول ما شئت من ذكر ودعاء وقراءة قرآن لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )، وأما الكتيب الذي بأيدي كثير من الحجاج والعمار الذي فيه لكل شوط دعاء فإنه بدعة، وكل بدعة ضلالة، بدعة، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص كل شوط بدعاء.