كلمة للشيخ عن أفراح الزواج ومنكرات الأفراح. حفظ
الشيخ : أما ما أحب أن أتكلم عليه في الموضوع الذي هو موضوع الساعة، فهو ما يتعلق بالأفراح، أفراح الأعراس ولا بد أن نعرف حقائق، الحقيقة الأولى : أن الزواج نعمة من الله عز وجل، أليس كذلك ؟ الزواج نعمة من الله كما قال الله تبارك وتعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ))، فهذه من آيات الله ومن نعم الله، وإذا كانت كذلك فهل يليق بنا أن نستفتح هذه النعمة بشيء محرم ؟ الجواب لا، فمن المحرمات أن يختلط الرجال بالنساء في هذه الحفلات، بل شباب يختلطون بالشابات وربما يحصل فوق الاختلاط من الرقص، ولا أقول هذا في بلدنا هذه، ولكن أسمع أنه يوجد اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل رقص من الرجال والنساء في هذه المناسبة، وهذا لا شك أنه كفر بالنعمة، الواجب علينا أن نبعد الرجال عن النساء، نجعل هؤلاء في مكان وهؤلاء في مكان، ولا حرج أن تقوم النساء بضرب الدف والأغاني النظيفة الطاهرة، التي تنبىء عن الترحيب بالحاضرين وعن السرور بهذا النكاح وما أشبه ذلك، أما أن تتخذ المعازف والأغاني الخليعة فلا، يعني لا يجوز أن نتوسع ونقول إن الغناء وضرب الدف في الزواج من الأمور المشروعة ثم نتوسع ونأتي بالمعازف وبالمغنيات الخليعة، فإن هذا لا يجوز، إذا رخص الله لنا بشيء فلنقتصر على الرخصة، ولم يرخص الشرع في هذه المناسبة بهذا النوع من العزف، أعني عزف الدف، وهذا نوع من الأغاني إلا من أجل إدخال شيء من السرور على النفس في هذه المناسبة، أما أن نحولها إلى شيء آخر فإن هذا لا يجوز، الحقيقة الثانية : لا ينبغي، بل إن شئت قلت لا يجوز أن ترفع هذه الأغاني بواسطة مكبر الصوت على الخارج لما يترتب على ذلك من إزعاج الجيران، وإظهار صوت المرأة على وجه يثير الفتنة، وقد قال الله سبحانه وتعالى لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ )) إلى قوله : (( ولَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))، ومعلوم أن خروج صوت المرأة وهي تغني، أشد فتنة من أن تخضع بالقول لواحد من الناس، وهذه الحقيقة يجب أن نشعر بها كل واحد منا، كيف يليق بك أن تجعل مكبر الصوت وعلى أعلى صوته، على جدار القصر يؤذي الجيران ويزعجهم ويظهر صوت المرأة، إذا كان ولا بد فاجعل مكبر صوت داخل القصر، في المكان الذي فيه النساء فقط، وفي ذلك الكفاية، الحقيقة الثالثة : أن هؤلاء النساء يأتين إلى القصور مع أولياء أمورهن، فيضعها ولي الأمر ويذهب، يذهب إلى أصحابه، وربما تطول المدة، وينتهي الحفل وهذه المرأة لم يحضر وليها، وهذه مشكلة كبيرة وخطر عظيم، فمن الولاية والرعاية أن ولي المرأة إذا وضعها في مكان أن يكون قريبا منها، بحيث إذا احتاجت إليه حاجة طارئة، أو احتاجت إليه بعد انقضاء الحفل يكون قريبا ويتولاها هو بنفسه، خوفا من أن تهلك فيتولاها غيره، وإذا كان لا يتمكن من القرب حولها فإنه لا يحضرها أصلا، لأن إحضارها إلى مكان الحفل ليس بواجب، حتى لو كانت من الأقارب إذا كان لا يستطيع أن يتولاها بنفسه، أو يتولاها أحد من محارمها غيره، فلا حاجة إلى أن تحضر أصلا، ولكن كثيرا من الناس يتهاونون في هذه الأمور، وهو خطأ وأنت مسئول عن أهلك، في الدنيا والآخرة، فلا تضيع هذه المسئولية باتباع هواك وغفلتك وتهاونك في أمور أهلك .