قال تعالى :(( ولقد همت به وهم بها )) ما هو هذا الهم من يوسف عليه السلام وما هو القول الصحيح في ذلك ، وما معنى قوله تعالى :(( برهان ربه )) وما المقصود بهذا البرهان .؟ حفظ
السائل : قول الله تعالى : (( ولقد همت به وهم بها )) في سورة يوسف، ما هو هذا الهم من يوسف عليه السلام؟ وما هو القول الصحيح في ذلك؟ وما معنى قوله : (( برهان ربه )) ما المقصود بهذا البرهان ؟
الشيخ : نعم، المفسرون رحمهم الله يذكرون في هذه الآية، في تفسيرها أشياء غريبة، بعيدة من دلالة اللفظ، إذا قرأنا الآية والتي قبلها وهي قوله تعالى : (( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب )) (( راودته )) أي حاولت أن يفعل بها ما تريد، (( وغلقت الأبواب وقالت هيت لك )) يعني أقبل امش، (( قال معاذ الله )) أي أستعيذ بالله، (( إنه ربي أحسن مثواي )) يعني الله عز وجل، (( إنه لا يفلح الظالمون )) يعني لو فعلت فأنا ظالم، والظالم لا يفلح، (( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه )) تصوروا أ ن رجلا شابا، غلقت الأبواب بينه وبين الناس، وراودته عن نفسه امرأة من أجمل النساء، وهي في نفس الوقت سيدته لها السيطرة عليه، ماذا يكون؟ سوف يكون الهم، لأن الإنسان بشر، ولهذا قال : (( لولا أن رأى برهان ربه )) فما هو البرهان؟ البرهان ما في قلبه من النور والإيمان الذي حال بينه وبين هذا الذي طلبته المرأة، وهذا يدل على كمال عفته عليه الصلاة والسلام وعلى كمال تقديم ما يرضي الله على ما يهواه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم واحدا ( دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) إذا هذه منقبة أو مثلبة؟ أن يدعى رجل إلى فعل الفاحشة في مكان لا يطلع عليه إلا الله ثم يقول، يقول : إني أخاف الله هل هذه منقبة أو مثلبة؟ منقبة، إذا هي منقبة ليوسف عليه الصلاة والسلام أن ترك هذا الأمر لله مع قوة الداعي وانتفاء المانع، ما فيه ما يمنعه، ليس فيه ما يمنعه، والداعي في حقه قوي أو ضعيف؟ قوي لأنه رجل شاب ومع ذلك ترك هذا لله (( لولا أن رأى برهان ربه )) قال تعالى : (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) يعني الأمر كان كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين، وأما قول بعضهم إنها همت به لفعل الفاحشة، وهم أن يضربها فهذا غلط، لأنه لو ضربها في هذه الحال هل يقال إن الله صرف عنه السوء والفحشاء؟ ضرب هذه المجرمة قد يكون بحق، فعلى كل حال الآية واضحة وتدل على كمال عفة يوسف عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي جرى منه يعتبر منقبة له عظيمة، وقد جعله النبي عليه الصلاة والسلام من الأعمال التي يظل الله بها من عملها، يوم لا ظل إلا ظله، نعم .