ذكرت أنه إذا جاء العذاب حلت الحكمة مكان الرحمة ، فهل يجوز أن يقال : أن الحكمة في تلك اللحظة تقوم مقام الرحمة .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
يقول : فضيلة الشيخ، ذكرت وفقك الله أنه إذا جاء العذاب حلت الحكمة مكان الرحمة، السؤال فهل يجوز أن يقال : أن الحكمة في تلك اللحظة تقوم مقام الرحمة ؟
الشيخ : نعم نقول ذلك لأن عذاب الكافرين ليس رحمة في الواقع للمعذب، لأنه انقضى، لا يمكن أن يستعتب، مات، لكن هي في الواقع رحمة للمؤمنين، لأن المؤمن إذا رأى عدوه يعذب من عند الله لا شك أنه يفرح وينعم بذلك ولهذا قال الله تعالى لنبيه : (( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ )) إيش (( أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ))، فبين الله عز وجل أن المؤمنين لا يتربص بهم أعداؤهم إلا إحدى الحسنيين إما الظفر وإما الشهادة، إما الظفر والانتصار على العدو وإما الشهادة وكلاهما حسنى، أما نحن فلا نتربص بالكفار إلا أحد أمرين، أن يصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، ولكن متى يكون هذا؟ إذا قمنا بما يجب لله علينا، فإنه سوف يصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، أما إذا كان الأمر بالعكس، نسأل الله العافية وأهملنا ما يجب علينا فإن الأمر قد يكون بالعكس نعم .