إذا قيل أن في يوم كذا خسوف أو كسوف فهل يعتبر هذا من علم الغيب وهل يتحراه الإنسان وهل تنصح الناس أن يصلي كل إمام في مسجده أم يجتمعوا في جامع واحد سواء في الحي أو البلد ، وهل تخرج النساء إلى تلك الصلاة .؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : انتشر عند الناس أنه سيكون هناك خسوف أو كسوف للقمر في يوم الاثنين، فهل يعتبر هذا من علم الغيب؟ وهل يتحراه الإنسان؟ وهل تنصح أيضا الناس أن يصلي كل إمام لو حصل في مسجده أم يجتمعوا في جامع واحد سواء في الحي أو في البلد، أرجو توجيه ذلك؟ وهل تخرج النساء إلى تلك الصلاة .؟
الشيخ : أما العلم بخسوف القمر أو كسوف الشمس فليس من علم الغيب، لأن له أسبابا حسية معلومة، وقد ذكر ذلك علماء المسلمين من قديم الزمان، أن العلم بالخسوف أو الكسوف ليس من علم الغيب، وأما صلاة الخسوف فإن الذي يظهر لي أنها فرض كفاية، إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وقال : ( إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ) فعبر بالفزع مما يدل على أن الأمر عظيم جدا وليس بالأمر الهين، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى يخوف بهما العباد، فإذا ظهر خسوف القمر في الليل يصلي الناس، وإن كان في النهار فإنهم لا يصلون، لأن خسوفه في النهار لا يظهر له أثر، بمعنى أنه لا يتبين، لأن ضوء الشمس قد غشاه، والرسول عليه الصلاة والسلام إنما جعل الصلاة سنة حيث يظهر أثر ذلك ليكون التخويف، ومعلوم أن القمر إذا كسف بعد انتشار الضوء في الأفق لا يكون فيه التخويف لأن الناس لا يعلمون به، وأما ترقب ذلك، فإن من العلماء من قال لا بأس أن يستعد له ويترقب، ولكني أرى خلاف هذا، أرى أن الإنسان إن ابتلي وظهر له ذلك فليصل، وإن لم يظهر فليحمد الله على العافية، وقد قيل لنا إن خسوف القمر المترقب سيكون بعد انتشار الضوء، إما قبل الشمس بيسير أو بعد طلوع الشمس أو بعد غروب القمر، الله أعلم، نعم، وعلى هذا فلا يكون هناك صلاة، والفقهاء رحمهم الله نصوا على أنه إذا ظهر الفجر وخسف القمر بعد ذلك فلا صلاة بناءا على أن صلاة الكسوف صلاة تطوع، وأن صلاة التطوع لا تفعل في أوقات النهي، لكن أرى أنه لو ظهر الخسوف وتبين بحيث يكون نوره باقئا فإنه يصلى له، أما إذا كان بعد انتشار الضوء وخفاء نور القمر فإنه لا يصلى والله أعلم، أما الأفضل، فالأفضل أن تصلى في الجامع، يعني صلاة الكسوف في الجوامع هو الأفضل، لأن اجتماع الناس على إمام واحد له يعني له قيمته، ويكون دعاؤهم واحدا وخشوعهم واحدا، والموعظة التي تقال بعد الصلاة تكون واحدة، وكذلك النساء يحضرن، لأن النساء حضرن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حين كسفت الشمس، لكنه ليس كصلاة العيد لا يؤمرن بذلك ولا ينهين، أما صلاة العيد فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يحضرن صلاة العيد حتى الحيض أمرهن أن يخرجن لكن يعتزلن المصلى، نعم .