ما تقولون في الراتب الذي آخذه ووظيفتي مبنية على هذه الشهادة المزورة هل يحل لي.؟ حفظ
الشيخ : ويأتون إلى العلماء يسألونهم ما تقولون في الراتب الذي آخذه ووظيفتي مبنية على هذه الشهادة المزورة هل يحل لي؟ وقد يبني الإنسان على هذا الراتب حياته كلها، قد يبني به بيتا، بهذا الراتب، وقد يتزوج به امرأة، فيقع الناس في حرج، وإن كان هذا الحرج سيجد مخرجا إن شاء الله، لكن الكلام على أن الإنسان لا يندم إلا إذا استيقظ وعرف أنه على طريق الخطأ، ثم إن النجاح الذي يكون عن تزوير وغش ضرر على الأمة كافة، لأنه يخرج أبناءها الذين تعقد عليهم الآمال بعد الله عز وجل، يخرجون وهم سذج في الحقيقة، ليس عندهم علم فيفشلون في كل مهمة توكل إليهم، ويبقى الناس في حاجة إلى غيرهم حاجة مستمرة، وهذا لا شك أنه ضرر على عامة المجتمع، فالواجب التنزه عنه، أما بالنسبة للأساتذة والمراقبين، فإن الأستاذ يجب عليه أن يتقي الله عز وجل، وأن يعلم أنه حينما تقدم إليه هذه الأجوبة فهو بمنزلة القاضي الذي يقضي بين اثنين فأكثر، والقاضي يجب عليه العدل بين الخصوم، وأن لا يحابي قريبا لقرابته، ولا غنيا لغناه، ولا فقيرا لفقره، ولا حسيبا لحسبه، ولا وضيعا لوضاعته، كل الأوراق التي قدمت إليه سواء، لا يجوز أن يفضل أحدا على أحد، ومن استحقها فله الحق، ومن لم يستحق فاته الحق، لا يقول والله هذا الرجل، هذا التلميذ غير مؤدب فأنا سوف أنقصه من الدرجة مثلا، هذا لا يحل، كونه غير مؤدب ممكن أن تعاقبه بعقوبة أخرى، أما المادة العلمية فلا يمكن أن تنقص منها درجة من أجل إخلاله بالخلق والمعاملة الطيبة، الإخلال بالخلق والمعاملة الطيبة له عقوبة ثانية، والمادة العلمية يجب أن يعطى الإنسان ما يستحقه عليها، يجب أيضا على المراقب الذي يراقب الطلبة أن يكون حذرا واعيا، لأن للطلبة مع الأسف أساليب في الخداع والغش، ولا أحب أن أذكرها هنا خوفا من أن يتلقفها أحد ثم يمارسها، ولكن لها أساليب معروفة، فليحذر المراقب هذه الأساليب وليكن نبيها .