تتمة بماذا يكون استواء الصف في الصلاة ، وهل الخشوع ركن في الصلاة .؟ حفظ
السائل : ولو كانت مؤذية للمجاورين، أسأل الله أن يعفو عني إن كنت أخطأت، وأن ينفعني والحاضرين بعلمك، متع الله بك على طاعته؟
الشيخ : هذا السؤال سؤال مهم في الواقع، لأن الذي فعل ما فعل في أخينا السائل في المسجد الحرام لم يكن له قصد فيما نظن إلا اتباع السنة، ولكن قال الإمام أحمد رحمه الله كلمة ينبغي أن نجعلها على بالنا، قال : " أكثر ما يخطئ الناس في التأويل والقياس "، التأويل يعني تفسير النصوص، يفسرونها على غير المراد بها، مع أنهم يريدون الحق لكنهم يخطئون، كذلك في القياس يقيسون شيئا على غير نظيره فيخطئون، وصدق رحمه الله، لو أنك نظرت إلى خلاف العلماء وما أخطئوا فيه لوجدته يدور على هذين الأمرين في الغالب، التأويل وهو فهم الدليل على غير المراد، والثاني : القياس، يقيسون قياسا فاسدا. الصحابة لاشك أنه صح عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بتسوية الصفوف والتراص حتى إن أحدهم ليلصق كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، والغرض من ذلك تحقيق التسوية، وتحقيق المراصة، وأن لا يدعوا فرج الشيطان، هذا هو المقصود، وليس المقصود أن يؤذي بعضهم بعضا، بل المقصود تحقيق المساواة والمراصة، ففهم بعض الناس أن إلصاق الكعب بالكعب مقصود لذاته، وأنه من سنن الصلاة، فصار يلصق كعبه بكعب أخيه مع تفريج ما بين رجليه، يفرج ما بين رجليه تفريجا كاملا واسعا من أجل أن يلصق الكعب بالكعب، لكن يبقى المنكب مع المنكب متلاصقين أو مفترقين؟ مفترقين بالضرورة، وهذا من الخطأ في التأويل، المقصود عند بدء الصلاة أن يأمر الإمام بالتساوي وبالتراص فيلتصق الناس بعضهم ببعض لا على وجه يذهب الخشوع أو يؤذي، لكن على وجه تتحقق به المراصة بحيث لا تدخل الشياطين بيننا، وكذلك تظهر المساواة بحيث لا يتقدم أحد على أحد، أما متابعة الجار الملاصق كما ذكر السائل فهذا ليس من السنة، هذا يهرب منه وهذا يهرب منه، ثم إنه يقول إنه يضع أصبعه على أصبعه حتى إن السائل إن لم يكن مبالغا عفا الله عنه يقول حتى كاد أن يضع رجله على الرجل الثانية من شدة هروبه من هذا الرجل، ولكن قد يكون هذا فيه مبالغة، والله يتوب علينا وعليه، إنما السنة هو أنه عند ابتداء الصلاة يتقارب الناس ويلصق بعضهم بعضا، كعبه بالآخر وكذلك منكبه، ثم يعطي الإنسان الراحة لأخيه، لأن المساواة تحققت والتراص تحقق، وسبحان الله! على الضد مما قال الأخ، بعض الناس تجد بينه وبين أخيه فرجة يدخل من بينها الشيطان، وإذا أردت أن يفعل السنة بالقرب من أخيه استاء من ذلك، وعاند، ليته يستاء ويتابع، لكنه يعاند، يبقى وبينه وبين أخيه أربعة أصابع، شبر، وهذا خطأ، هذا خلاف السنة أيضا
وبهذه المناسبة أسأل، لو أن رجلين صلى أحدهما بالآخر وليس معهما أحد هل يقفان متساويين؟ أو يتقدم الإمام؟
الطلاب : ...
الشيخ : لا، يقفان متساويين، ولا يتقدم أحدهما على الآخر، لأن تقدم أحدهما على الآخر مخالف للسنة، السنة في المتصافين أن إيش؟ يتساويا، هذا هو السنة، ولهذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما قام مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قام يصلي معه قام عن يساره فأخذ برأسه فجعله عن يمينه ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم عليه
ولهذا أنبه على هذه المسألة، لأنه يوجد في كتب بعض الفقهاء أن الإمام يتقدم قليلا، ولكن هذا ليس له أصل من السنة، نعم
وفي سؤال السائل يقول : إنه ذهب عنه الخشوع لملاحقة أخيه له وهو ركن، والصحيح أن الخشوع ليس بركن، الصحيح أن الخشوع ليس بركن، ولكنه سنة مؤكدة جدا، أما أنه ركن أو واجب فهذا فيه مشقة ولا يستطيع الناس أن يقوموا به، لأن كون الإنسان ما يفكر في صلاته أبدا من ابتدائها إلى انتهائها هذا قد يكون صعبا، لا يدركه كل أحد، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر ( أن الشيطان إذا سمع الإقامة ولى وله ضراط، فإذا انتهت الإقامة رجع، وجعل يوسوس للإنسان، فيقول له اذكر كذا وكذا يوم كذا وكذا فيصبح الرجل لا يدري كم صلى ) فهذا دليل على أن الوساوس لا تبطل الصلاة، لكنها تنقص الصلاة، قد ينصرف الإنسان من صلاته لم يكتب له إلا نصفها أو ربعها أو عشرها، حسب ما ذهب من الخشوع في صلاته.
السائل : ... .
الشيخ : إي صحيح، هذا أيضا تنبيه مهم، وهو أن بعض الأئمة لا يحرص على تسوية الصفوف، غاية ما عنده أن يأتي بكليشة معروفة، وهي استووا استووا، أو استووا اعتدلوا، دون أن ينظر في الصف هل فيه تقدم أو تأخر، أو تراص أو تفرق، وهذا إخلال بوظيفة الإمام، روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( كان يسوي الصفوف يمسح مناكبهم وصدورهم من أول الصف إلى آخره ) وقال النعمان بن بشير : ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح ) ولما كثر الناس في زمن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان صار عمر وعثمان يوكلان رجالا يجوبون الصفوف، فإذا أتوا وقالوا استوت الصفوف كبروا للصلاة، وهذا مهم، من وظائف الإمام الواجبة أن يحرص على ذلك، وأن لا يكبر حتى يعلم أن الصفوف استوت وتمت الأول فالأول، وسبحان الله العظيم! هذا الذي قال الأخ على العكس من جهل بعض الناس، بعض الناس يقولون : إنه صلى إمام ومأموم، اثنان فقط، فلما أقام الصلاة قال : استووا اعتدلوا، قال : ما عندك أحد ما فيه إلا واحد معك، كيف تقول استووا، واعتدلوا؟ فأقول بعض الناس بين إفراط وتفريط، إما هذا وإما هذا، فهذه المسألة أنبه عليها وإليها إخواننا الأئمة.
السائل : جزاك الله خير يا شيخ بعض الأئمة قد يذكر أربعة أحاديث أو خمسة قبل أن يكبر يقول : استووا تراصوا إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج وهكذا، يقرأ أربعة أحاديث أو خمسة قبل أن يكبر فهل هذا جائز.
الشيخ : لا هو الإمام يقول : استووا اعتدلوا، وينظر إلى الصفوف، لكن إن رأى خللا فليعظهم بموعظة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى في بعض أصحابه رجلا باديا صدره وعظهم، قال : ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وما يذكره بعض الأئمة إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج، فهذا ليس بحديث، ولا يجوز أن يتلى على الناس، لأنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا أصل له، وهو من صفات الله، إن الله لا ينظر، فلا يجوز إثباته إلا بدليل، يكفي أن نقول ما قال النبي عليه الصلاة والسلام، إذا رأينا أحدا متقدما أو متأخرا نقول : ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم، وأما إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج، فهذا وإن قاله بعض الأئمة لكنه لا أصل له، ولا يجوز أن يذكر فيعتقده الناس حديثا عن رسول الله، وليس عن رسول الله .
الشيخ : هذا السؤال سؤال مهم في الواقع، لأن الذي فعل ما فعل في أخينا السائل في المسجد الحرام لم يكن له قصد فيما نظن إلا اتباع السنة، ولكن قال الإمام أحمد رحمه الله كلمة ينبغي أن نجعلها على بالنا، قال : " أكثر ما يخطئ الناس في التأويل والقياس "، التأويل يعني تفسير النصوص، يفسرونها على غير المراد بها، مع أنهم يريدون الحق لكنهم يخطئون، كذلك في القياس يقيسون شيئا على غير نظيره فيخطئون، وصدق رحمه الله، لو أنك نظرت إلى خلاف العلماء وما أخطئوا فيه لوجدته يدور على هذين الأمرين في الغالب، التأويل وهو فهم الدليل على غير المراد، والثاني : القياس، يقيسون قياسا فاسدا. الصحابة لاشك أنه صح عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بتسوية الصفوف والتراص حتى إن أحدهم ليلصق كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، والغرض من ذلك تحقيق التسوية، وتحقيق المراصة، وأن لا يدعوا فرج الشيطان، هذا هو المقصود، وليس المقصود أن يؤذي بعضهم بعضا، بل المقصود تحقيق المساواة والمراصة، ففهم بعض الناس أن إلصاق الكعب بالكعب مقصود لذاته، وأنه من سنن الصلاة، فصار يلصق كعبه بكعب أخيه مع تفريج ما بين رجليه، يفرج ما بين رجليه تفريجا كاملا واسعا من أجل أن يلصق الكعب بالكعب، لكن يبقى المنكب مع المنكب متلاصقين أو مفترقين؟ مفترقين بالضرورة، وهذا من الخطأ في التأويل، المقصود عند بدء الصلاة أن يأمر الإمام بالتساوي وبالتراص فيلتصق الناس بعضهم ببعض لا على وجه يذهب الخشوع أو يؤذي، لكن على وجه تتحقق به المراصة بحيث لا تدخل الشياطين بيننا، وكذلك تظهر المساواة بحيث لا يتقدم أحد على أحد، أما متابعة الجار الملاصق كما ذكر السائل فهذا ليس من السنة، هذا يهرب منه وهذا يهرب منه، ثم إنه يقول إنه يضع أصبعه على أصبعه حتى إن السائل إن لم يكن مبالغا عفا الله عنه يقول حتى كاد أن يضع رجله على الرجل الثانية من شدة هروبه من هذا الرجل، ولكن قد يكون هذا فيه مبالغة، والله يتوب علينا وعليه، إنما السنة هو أنه عند ابتداء الصلاة يتقارب الناس ويلصق بعضهم بعضا، كعبه بالآخر وكذلك منكبه، ثم يعطي الإنسان الراحة لأخيه، لأن المساواة تحققت والتراص تحقق، وسبحان الله! على الضد مما قال الأخ، بعض الناس تجد بينه وبين أخيه فرجة يدخل من بينها الشيطان، وإذا أردت أن يفعل السنة بالقرب من أخيه استاء من ذلك، وعاند، ليته يستاء ويتابع، لكنه يعاند، يبقى وبينه وبين أخيه أربعة أصابع، شبر، وهذا خطأ، هذا خلاف السنة أيضا
وبهذه المناسبة أسأل، لو أن رجلين صلى أحدهما بالآخر وليس معهما أحد هل يقفان متساويين؟ أو يتقدم الإمام؟
الطلاب : ...
الشيخ : لا، يقفان متساويين، ولا يتقدم أحدهما على الآخر، لأن تقدم أحدهما على الآخر مخالف للسنة، السنة في المتصافين أن إيش؟ يتساويا، هذا هو السنة، ولهذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما قام مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قام يصلي معه قام عن يساره فأخذ برأسه فجعله عن يمينه ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم عليه
ولهذا أنبه على هذه المسألة، لأنه يوجد في كتب بعض الفقهاء أن الإمام يتقدم قليلا، ولكن هذا ليس له أصل من السنة، نعم
وفي سؤال السائل يقول : إنه ذهب عنه الخشوع لملاحقة أخيه له وهو ركن، والصحيح أن الخشوع ليس بركن، الصحيح أن الخشوع ليس بركن، ولكنه سنة مؤكدة جدا، أما أنه ركن أو واجب فهذا فيه مشقة ولا يستطيع الناس أن يقوموا به، لأن كون الإنسان ما يفكر في صلاته أبدا من ابتدائها إلى انتهائها هذا قد يكون صعبا، لا يدركه كل أحد، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر ( أن الشيطان إذا سمع الإقامة ولى وله ضراط، فإذا انتهت الإقامة رجع، وجعل يوسوس للإنسان، فيقول له اذكر كذا وكذا يوم كذا وكذا فيصبح الرجل لا يدري كم صلى ) فهذا دليل على أن الوساوس لا تبطل الصلاة، لكنها تنقص الصلاة، قد ينصرف الإنسان من صلاته لم يكتب له إلا نصفها أو ربعها أو عشرها، حسب ما ذهب من الخشوع في صلاته.
السائل : ... .
الشيخ : إي صحيح، هذا أيضا تنبيه مهم، وهو أن بعض الأئمة لا يحرص على تسوية الصفوف، غاية ما عنده أن يأتي بكليشة معروفة، وهي استووا استووا، أو استووا اعتدلوا، دون أن ينظر في الصف هل فيه تقدم أو تأخر، أو تراص أو تفرق، وهذا إخلال بوظيفة الإمام، روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( كان يسوي الصفوف يمسح مناكبهم وصدورهم من أول الصف إلى آخره ) وقال النعمان بن بشير : ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوي بها القداح ) ولما كثر الناس في زمن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان صار عمر وعثمان يوكلان رجالا يجوبون الصفوف، فإذا أتوا وقالوا استوت الصفوف كبروا للصلاة، وهذا مهم، من وظائف الإمام الواجبة أن يحرص على ذلك، وأن لا يكبر حتى يعلم أن الصفوف استوت وتمت الأول فالأول، وسبحان الله العظيم! هذا الذي قال الأخ على العكس من جهل بعض الناس، بعض الناس يقولون : إنه صلى إمام ومأموم، اثنان فقط، فلما أقام الصلاة قال : استووا اعتدلوا، قال : ما عندك أحد ما فيه إلا واحد معك، كيف تقول استووا، واعتدلوا؟ فأقول بعض الناس بين إفراط وتفريط، إما هذا وإما هذا، فهذه المسألة أنبه عليها وإليها إخواننا الأئمة.
السائل : جزاك الله خير يا شيخ بعض الأئمة قد يذكر أربعة أحاديث أو خمسة قبل أن يكبر يقول : استووا تراصوا إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج وهكذا، يقرأ أربعة أحاديث أو خمسة قبل أن يكبر فهل هذا جائز.
الشيخ : لا هو الإمام يقول : استووا اعتدلوا، وينظر إلى الصفوف، لكن إن رأى خللا فليعظهم بموعظة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى في بعض أصحابه رجلا باديا صدره وعظهم، قال : ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وما يذكره بعض الأئمة إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج، فهذا ليس بحديث، ولا يجوز أن يتلى على الناس، لأنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا أصل له، وهو من صفات الله، إن الله لا ينظر، فلا يجوز إثباته إلا بدليل، يكفي أن نقول ما قال النبي عليه الصلاة والسلام، إذا رأينا أحدا متقدما أو متأخرا نقول : ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم، وأما إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج، فهذا وإن قاله بعض الأئمة لكنه لا أصل له، ولا يجوز أن يذكر فيعتقده الناس حديثا عن رسول الله، وليس عن رسول الله .