ما صحة قول العامة : من حج فليترك المجال لغيره وما هو الأفضل للرجل الذي يحج تطوعا مع رفقة ينفعهم وينصحهم أم لا يحج .؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : تتوق النفس للحج، ولكن نسمع كلمات من الناس لا ندري أهي صحيحة أم لا، يقولون من حج فليترك المجال لغيره، مع أننا نعلم أن الله عز وجل أمرنا بالتزود، فهل قول الناس بأن من حج يترك المجال لغيره صحيح؟ وإذا كان الإنسان إذا ذهب للحج ربما نفع الله به عددا كبيرا، سواء ممن يقدم إلى هذه البلاد، أو من يصاحبهم من بلاده هو، فما تقولون وفقكم الله؟
الشيخ : نقول إن هذا القول ليس بصحيح، أعني القول بأن من حج فرضه فليقعد بأرضه وليدع المجال لغيره، لأن النصوص دالة على فضيلة الحج، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة )، والإنسان العاقل يمكن يذهب إلى الحج ولا يؤذي ولا يتأذى، إذا كان يسايس الناس، إذا وجد مجالا فسيحا فعل ما يقدر عليه من الطاعة، وإذا كان المكان ضيقا عامل نفسه وغيره بما يقتضيه هذا الضيق، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين دفع من عرفة يأمر الناس بالسكينة، وشنق لناقته الزمام، يعني جلبه، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله من شدة جلبه للزمام، لكنه إذا وجد فجوة نص قال العلماء : " يعني إذا وجد متسعا أسرع "، فدل هذا على أن الحاج ينبغي له أن يتعامل مع الحال التي هو عليها، إذا وجد ضيق فليتأن في مشيه وليسايس الناس، وبهذا لا يتأذى ولا يؤذي، فهذا الذي نراه في هذه المسألة، أن الإنسان يحج ويستعين الله تعالى على الحج، ويقوم بما يلزمه من واجبات، ويحرص على أن لا يؤذي أحدا ولا يتأذى بقدر المستطاع، نعم لو فرض أن هناك مصلحة أنفع من الحج.
- صليت يا صل ركعتين -.
لو كان هناك شيء أنفع من الحج، مثل أن يكون بعض المسلمين محتاجا إلى الدراهم للجهاد في سبيل الله، فالجهاد في سبيل الله أفضل من الحج، وحينئذ يصرف هذه الدراهم إلى المجاهدين في سبيل الله، أو كان هناك مسغبة، يعني جوعا شديدا على المسلمين فهنا صرف الدراهم في إزالة المسغبة أفضل من الحج بها، نعم .