الصنف الرابع: أهل حفظ القرآن وأهل طلب العلم. حفظ
الشيخ : وقسم من الناس يستغل هذه الإجازة بحفظ القرآن الكريم، ولاسيما الشباب، فتجده يحفظ من القرآن الكريم في هذه الإجازة ما لا يحفظه في أيام الدراسة، لأنه سيتفرغ تفرغا كاملا، ومن الناس من يستغل هذه الإجازة بطلب العلم عند العلماء، فيختار من العلماء من يرى أنه أعلم وأوثق فيتعلم عنده، ويحصل له في هذه الإجازة من العلم والبركة ما لا يحصل في غيرها، أي في أوقات الدراسة النظامية، ومن الناس من يستغل هذه الإجازة بمعونة أهله، إن كانوا أهل فلاحة ففي الفلاحة، إن كانوا أهل تجارة ففي التجارة، فيستفيد ويفيد، ومن الناس من يستغل هذه الإجازة بقتل الوقت وعدم الانتفاع به، فتجده يتسكع في الأسواق، ويسهر على الأرصفة، ولا يهتم بشيء وكأنه أطلق من قيد لأجل أن يمرح ويسرح بدون فائدة، والذي أوصي به الشباب خاصة وسائر الناس عامة أن ينتهزوا الفرصة، وأن لا يضيعوا من الوقت دقيقة واحدة إلا فيما فيه مصلحة ومنفعة، وإذا قدر أن الإنسان لا يملك أن يجلس عند أحد من العلماء يتعلم، وكان قد حفظ القرآن مثلا، فليأخذ متنا من المتون الحديثية أو الفقهية أو العقدية يتحفظه، فإن لم يمكن ذلك فليراجع الدروس المستقبلة التي سيدرسها في السنة القادمة، حتى يحصل على خير كثير، والنفس وما اعتادت، إذا اعتاد الإنسان التسكع في الأسواق وذهاب العمر سبهللا فإنه لن يكون جادا بعد ذلك، وإذا اعتاد أن يكون جادا في جميع أحواله، سهل عليه الجد في جميع أحواله، ونظرا لقصر الليل واحتياج الناس إلى الراحة والمراجعة في هذه الأيام أقتصر على هذا الجزء لنراجع بعض الأسئلة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .