هل من كلمة تبين أهم المنكرات التي تقع في الأفراح ويجب إزالتها .؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : مما يكثر أيضا في هذه الإجازة كثرة الأفراح المفرحة، ولكن يشوبها شيء من الكدر، نرجو من فضيلتكم أن تنبهوا على أهم المنكرات التي يجب على المسلمين اجتنابها ؟
الشيخ : هو يريد بالأفراح، يعني الزواجات أنها تكثر عادة في أيام الإجازة، وهذه الزواجات لها طريقة مشروعة، ولها طريقة ممنوعة، أما الطريقة المشروعة فهو إعلان النكاح، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بإعلان النكاح، ومن إعلان النكاح هذه القصور التي صار الناس الآن يتزوجون فيها، فإنها ظاهرة بقناديلها وفتحها وغير ذلك، هذا من الإعلان، ومن الإعلان الضرب عليه بالدف، والغناء المباح، وهذا بالنسبة للنساء، لا حرج على النساء أن يغنين وأن يضربن بالدف، لكن يكون الغناء غناء حشمة، أي أنه ليس فيه خطأ في موضوع الأغنية، ولا في أدائها، بأن لا يكون فيها كلام فاحش، ولا كلام غرام، ولا تؤدى كما تؤدى، نعم، ولا تؤدى بألحان كألحان المغنين، بل بألحان مناسبة، وفي هذه الحال أيضا نقول : يبعد النساء عن الرجال، يكن في مكان بعيد، إما مسقف أو غير ذلك، ولا يحل أن تنشر أصواتهن عبر مكبر الصوت، أي عبر المكرفون، لأن ذلك فيه إزعاج للجيران، وفيه سبب للفتنة، فإن بعض النساء قد يكون صوتها جميلا يتلذذ الرجال به ولاسيما الشباب، فليكن الاحتفال بالغناء والدفوف في وسط مكان مسقف، أو في مكان بارح، لكن بعيد عن الرجال ولا يكون فيه أصوات ظاهرة
أما الأشياء الممنوعة، كما يحصل من بعض السفهاء، أن بعض النساء أو بعض الشباب الصغار، يصطحبون معهم آلات التصوير، يصورون حفل النساء، فتبقى صور النساء ألعوبة بأيدي السفهاء، وأشد من ذلك أن يصور الحفل بأشرطة الفيديو، ثم ينشر في كل مكان، تجده بأيدي السفهاء يباع أو يهدى أو ما أشبه ذلك
ومن هذا أيضا، من الأمور الممنوعة أن بعض الناس، وهم والحمد لله قليل، يحضر الزوج مكان الحفل، ويجلس هو وزوجته على المناصة، وربما يقبلها أمام النساء، نسأل الله العافية، وهذا منظر فظيع، وإثارة للشهوة، وفيه أيضا، أي في حضور الزوج مفسدة لو تفطنت لها المرأة، الزوجة وأهلها لأنكروا ذلك أشد الإنكار، ما هي المفسدة؟ معلوم أن الزوج قد تزوج وجاء إلى هذا المكان، وهو فرح مسرور، ويرى أن زوجته من أحسن النساء، فإذا جلس أمام النساء، وإذا فيه شابات أجمل من امرأته وأحسن، فيحصل بذلك صدمة على الزوج، ويكره امرأته التي حضر وهو يرى أنها من أجمل النساء، فإذا في بنات بني آدم من هي أحسن من امرأته بكثير، وحينئذ يعزف عن امرأته ويتعقد، ويكون باله مرتبطا بالمرأة التي رآها وهي أجمل من زوجته، لذلك نحن نرى أن هذا مع كونه محرما يكون سببا في التباعد بين الزوج مع زوجته الجديدة
ومن الممنوعات أيضا : أن بعض الناس يرسل الصغار من الأولاد من أجل أن يلتقطوا صور النساء، وهذه غير المسألة الأولى، المسألة الأولى : أنا قلت : النساء أنفسهن يحملن آلات التصوير ويصورن، هذا يرسل صبيان صغار، لا يمنعهم البواب لأنهم صغار، لكن معهم آلات التصوير يصورون النساء، ثم يأتون بهذه الصور إلى الذين أرسلوهم من الرجال، وهذا لا شك أنه منكر، منكر عظيم
ومن الأشياء الممنوعة أن تجعل ولائم كثيرة لعدد قليل، ثم لا ينتفع الناس بهذه الولائم، ولا شك أن هذا من الإسراف الذي نهى الله عنه، فقال سبحانه وتعالى : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))، والإنسان يجب أن يتذكر أن هناك من بني آدم من إخوانه المسلمين في البلاد الأخرى من لا يجد كسرة الخبزة، كيف هو يبطر هذا البطر ويصنع هذه الولائم الكثيرة التي لا ينتفع بها من بعد أما إذا كان ينتفع بها فالأمر أهون، لكن إذا كانت تحمل في السيارات وترمى في البر هذا خطأ عظيم، ويخشى أن تزول النعم بمثل هذه التصرفات، نعم .