هل من كلمة لأولياء أمور النساء الذين يمنعون بناتهن من الزواج من أجل حب المال والجشع .؟ حفظ
السائل : تقول من ابنتكم المحتارة الغيورة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السائل : فضيلة الشيخ تعلم أن الفتاة في هذا الزمن باتت مهيضة الجناح، مهانة مزدراة، تباع وتشترى، وإني إذ أكتب هذا الكلام لأبتغي من وراء هذا الدفاع عن فتاة الإسلام، ودفاعي هو دفاع لها عن عقيدتها وعفافها، وعن شقاوتها وحياتها، لأن الفتاة المسلمة هي أم الأجيال، مربية الرجال وعليها أساس صلاح المجتمع، وقد يكون والد الفتاة سببا رئيسيا في انحرافها أو خيانتها لزوجها، وكم في البيوت من مآس بسبب الجشع وحب المال، فهل من كلمة للنساء وأولياء أمور النساء ؟ ، جزاكم الله خيرا، كاتبة ذلك فتاة وقف أبوها وأخوها في وجهها وهي تريد الزواج.
الشيخ : أعوذ بالله، هذه المسألة مسألة عظيمة، ومشكلة كبيرة، فإن بعض الرجال والعياذ بالله يخونون الله ويخونون أماناتهم ويجنون على بناتهم، والواجب على الولي أن يتبع ما يرضي الله ورسوله، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل قد قال الله تعالى : (( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ )) أي زوجوا الأيامى منكم، (( وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ )) يعني زوجوا الصالحين من العبيد والإماء الرقيقات، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) وبعض الناس والعياذ بالله يجعل ابنته سلعة، يبيعها على من يهوى، ويمنعها عن من لا يهوى، فيزوجها من لا يرضى دينه ولا خلقه لأنه يرى ذلك، ويمنعها عن من يرضى دينه وخلقه لأنه لا يرى ذلك ولكن ليت أننا نصل إلى درجة تجرأ فيها المرأة على أنها إذا منعا أبوها من الكفؤ الذي رضيته دينا وخلقا تذهب إلى القاضي ويقول لأبيها زوجها أو أزوجها أنا أو لي غيرك، لأن هذا حق لها، حق للبنت، إذا منعها أبوها من هو كفء أن تطلب من القاضي أن يزوجها ولي آخر أو يزوجها القاضي، حق شرعي، فليتنا نصل إلى هذه الدرجة، لكن أكثر الفتيات يمنعها الحياء من أن تقدم على هذا، وتبقى النصيحة للولي أن يتقي الله عز وجل، وأن لا يمنعها فتفسد وتفسد، وليزن ذلك بنفسه، لو أنه أراد النكاح ومنع منه ماذا تكون نفسه ؟ ولقد حدثت قديما أن رجلا كان والعياذ بالله يمنع بناته من تزويجهن، وكبرن، فمرضت إحداهن، قد يكون مرضها أيضا بسبب منعها من الزواج فالله أعلم، لكنها في سياق الموت وعندها نساء أوصتهن وقالت قولوا أو قلن لأبي حسبي الله عليه، وإن موعدي معه يوم القيامة بين يدي الله هكذا تقول لأبيها، وهذا وإن لم تقله فهذا هو الواقع، حتى لو لم تقله فستكون خصما له يوم القيامة (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )) فنصيحتي للأولياء من آباء وإخوة أن يتقوا الله عز وجل، وأن لا يمنعوا النساء من هو حق لهن من تزويجهن من يرضى دينه وخلقه، نعم لو اختارت من لا يرضى دينه فله أن يمنعها لكن تختار رجلا صالحا في دينه قيما في أخلاقه ثم يمنعها لهوى في نفسه هذا والله حرام وإثم وخيانة، وأي شيء يكون منعه سببا له من الفساد فإثمه عليه.
السائل : وأخيرا هذا سؤال للشيخ يخصه بنفسه يقول فضيلة الشيخ : هل ستذهبون إلى مكة في إجازة الربيع أم سيكون لكم دروس هنا أو هناك نرجو الإفادة ؟
الشيخ : الغالب أننا نسافر الغالب أني أسافر في هذه الإجازة وليس على يقين لكن هو الغالب فإن تأخرت فهو على خلاف الأصل نعم إن شاء الله تعالى إذا ذهبنا إلى مكة سيكون فيها دروس إن شاء الله.
السائل : شكر الله فضيلة الشيخ هذا اللقاء الطيب المبارك وأحب أن أنبه الإخوة في ختام هذا اللقاء وقد سمعنا هذه التوجيهات في إجازة الريبع فأنبه الإخوة على الحرص على نشر هذا الشريط وتوزيعه لما فيه من الفائدة وسيتولى مكتب الدعوة بإذن الله تعالى سحب كمية من هذا الشريط فأدعو الإخوة إلى الإعانة في ذلك وجزاكم الله خير الجزاء.
الشيخ : جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.