أحد الأباء تقدم إليه خطيب ذو خلق ودين فزوجها مع عدم رضاها لأنها تريد إكمال الجامعة فهل العقد صحيح وهل يأثم الأب مع أن البنت الآن تشكره على هذا العمل .؟ حفظ
السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ أحد الآباء تقدم إليه خطيب ذو خلق ودين وذو صلاح فزوجها مع رفضها له، لأنها تريد إكمال الجامعة، أي الدراسة ولقد زوجها لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) فهل العقد صحيح، وهل يأثم الأب؟ مع أن البنت الآن تشكر أباها على هذا الفعل وجزاكم الله خيرا .؟
الشيخ : الحمد لله، ما دامت البنت الآن قد رضيت ووافقت وأجازت العقد وشكرت أباها على هذا فقد انتهى الأمر، انتهى الأمر، لأن ( امرأة جاءت إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت : إن أباها زوجها وهي كارها فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم الحرية أن تبقى مع الزوج أو تفسخ النكاح، ولكنها أقرت النكاح )، أقرت النكاح لأجل أن يعرفوا الآباء أنه ليس عليهم السيطرة على بناتهم في بتزوجيهن من لا يرضين، وهذا دليل على أن المرأة إذا أجازت النكاح التي كانت قد ردته فإنه لا حرج في ذلك، فما دامت الفتاة قد رضيت فهذا هو المطلوب
لكني أقول تعقيبا على السؤال حيث امتنعت المرأة من النكاح بذي الخلق والدين من أجل أن تكمل دراستها في الجامعة، أقول أن هذه نظرية خاطئة
أولا : أن تكميل الدراسة في الجامعة بالنسبة للمرأة ليس أمر ضروريا، المرأة يكفيها أن تعرف كيف تقرأ وكيف تكتب ثم تعتكف علي ما ينفعها في بيتها، وفي صيانة أولادها وزوجها، ليست بحاجة إلى أن تترقى إلى الدرسات العليا، لأنها إذا فعلت ذلك وترقت إلى الدراسات العليا فإن ذلك سيكون فيما بعد عبئا عليها، سوف لا ترضى لنفسها إلا بوظيفة تناسب شهادتها، وإذا توظفت هذه الوظيفة انشغلت عن ما هو أهم، في إصلاح أولادها، وإصلاح بيت زوجها وغير ذلك، فأقول في التعليق على هذه النقطة في السؤال، إنه لا ينبغي إطلاقا للمرأة أن تمتنع من النكاح من أجل إكمال دراستها في الجامعة، إذا أخذت الشهادة الثانوية فهذا فيه خير كثير وفتح باب لمن أرادت لزيادة من العلم لأنها وصلت لمرحلة تستطيع فيها القراءة والكتابة وهذا فيه خير كثير .