معنى (نعوذ بالله من شرور أنفسنا). حفظ
الشيخ : نعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بمعنى : نعتصم بالله من شرور أنفسنا، وسؤالنا الآن هل في النفس شر ؟ الجواب : نعم في النفس شر قال الله تعالى : (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي )) والنفوس ثلاث : نفس شريرة، وهى الأمارة بالسوء، ونفس خيرة وهى المطمئنة تأمر بالخير، ونفس لوامة، وكلها مذكورة في القرآن.
النفس الشريرة : التي تأمر بالسوء، مذكورة في أي سورة ؟ سورة يوسف (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )).
النفس المطمئنة الخيرة : التي تأمر بالخير، مذكورة في أي سورة ؟ في سورة الفجر (( يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )).
النفس اللوامة : مذكورة في سورة القيامة (( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ))
فهل النفس اللوامة غير النفسين الخيرة والسيئة أو هي النفسان، من العلماء من يقول : " إنها نفس ثالثة، ومنهم من يقول بل هي وصف للنفسين السابقتين " فمثلا النفس الخيرة تلومك متى ؟ إذا عملت سوءا أو فرطت في واجب تلومك، النفس الشريرة تلومك متى ؟ إذا فعلت خيرا أو تجنبت محرما لامتك، كيف تحجر على نفسك، لماذا لم تتحرر، لماذا لا تفعل كل ما تريد، تقولها النفس الأمارة بالسوء أما النفس الخيرة فتلوم عند فعل الشر وترك الخير والنفس الأمارة بالعكس، وأيا كان الأمر سواء كانت نفسا ثالثة أو هي وصف لنفسين الأمارة بالسوء والمطمئنة فإن للنفس الشريرة علامة، ما علامتها؟ علامتها أنها تأمرك بالشر تأمرك بالكذب، بالغيبة، بالغش، بالسرقة، بالزنا، بشرب الخمر، أي نفس هذه؟ الشريرة التي تأمر بالسوء، النفس الخيرة بالعكس تأمرك بالخير بالصلاة، بالذكر، بقراءة القرآن، بالصدقة، وبغير ذلك مما يقرب إلى الله، ونحن نجد كلنا نجد في نفوسنا مصارعة بين هاتين النفسين والموفق من عصمه الله ووقاه شر نفسه ولهذا نحن نقول نعوذ بالله من شرور أنفسنا، فأنفسنا فيها شر إذا لم يعصمك الله من شر نفسك هلكت (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )) .