ورد في الحديث :( كل يجاز بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ) فهل يسمى عذاب أهل الشر شرا وهل يجوز أن ينسب الشر إلى الله أم هذا باطل .؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ ورد في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام فيما معناه : ( كل يجاز بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ) فوصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الشر بأنهم سيجازون بالشر، فهل يسمى عذابهم شرا أو هو أي العذاب شر عليهم بهذا المعنى فينسب الشر إلى الله فهل هذا جائز أو أنه باطل نرجو الإجابة على هذا الإشكال .؟
الشيخ : أولا : أنا أريد من السائل أن لا يردد المعنى، هل كذا، هل كذا هل كذا ، كأنه يريد أن يقول أنا أعرف كذا وأعرف كذا، يسأل يقول : ما المراد بالشر
أولا : هذا الحديث بهذا اللفظ لا أعرف عنه هل هو صحيح أو لا
الثاني : أن قول القائل الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر مأخوذ من قوله تعالى : (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )) أي يرى الشر، ومجازاة صاحب الشر للشر يعني أنه يجازى بمثل ما عمل، ومجازاته بمثل ما عمل وإن كانت شرا بالنسبة له هي بالنسبة لله خير لأنها عدل والعدل كله خير
ولعل هذا السؤال يجرنا إلى سؤال آخر أهم منه وهي أننا نؤمن بالقدر خيره إيش وشره فهل في القدر شر؟ نقول : أما القدر الذي هو تقدير الله فليس فيه شر بل كله خير، وأما القدر بمعنى المقدور الذي يقدره الله فهذا منه الخير ومنه الشر
مفهوم هذا أم لا؟ نقول أما القدر الذي هو فعل الله فليس فيه شر، لأن الله لا يفعل شيئا إلا لحكمة حتى وإن كان شرا بالنسبة للناس فهو حكمة (( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ )) الفساد خير ولا شر؟ شر لكن الله قدره لمصلحة عظيمة (( لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) فقدر الله الذي هو تقديره ليس فيه شر والمقدور الذي هو مخلوق هذا فيه خير وشر فمثلا، الإبل ينتفع الناس بها (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ))، الذئاب ينتفع الناس بها كما ينتفعون بالإبل ؟ لا، بل يجدون منها الشر تأكل الغنم وربما تأكل الصبيان ففيها شر لكن هذا الشر بالنسبة لفعل الله عز وجل ليس شرا، لأن الله أوجد هذا الحيوان المفترس حتى يعرف الإنسان قدر نفسه ويعرف أن الله تعالى له الحكمة في خلق النافع وخلق الضار ويحرص على أن يتحصن بالأذكار التي وردت محصنة لقائلها فتجد الآن أن في خلق الذئاب وأشباهها حكمة عظيمة وإن كانت هي بنفسها شرا، فالشر في المفعول لا في الفعل بالنسبة لله عز وجل . نعم