هل صحيح أنكم لا ترون التبرع بالدم إلا للضرورة كشخص معين.؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ نقل إلينا أن فضيلتكم لا يرى التبرع بالدم إلا لضرورة كالتبرع لشخص معين فهل هذا القول صحيح؟، وإذا تبرع الشخص بدمه لشخص معين فإنه ينقل إليه مباشرة دون وضع الدم في الثلاجة، فعند ذلك تتعطل الثلاجة فتبقى الثلاجات التي في المستشفيات لا يوضع فيها الدم خالية وعلى هذا إذا أتت حالة طارئة للمستشفى وأردت دم فلا يمكن نقل الدم إلى ذلك المريض مباشرة لعدم وجود دم في الثلاجة خاصة إذا كانت فصيلة الدم نادرة لا تتوفر بسرعة فيكون بذلك إهلاك للنفس، فهل من إفادة في حكم التبرع بالدم جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لما يحب ويرضى.؟
الشيخ : نقول إن نقل الدم إذا كان الإنسان صائما صيام فرض فإنه لا يجوز أن يسحب من الإنسان الدم وهو صائم صيام فرض إلا للضرورة بحيث يكون هناك مريض مضطر لهذا النوع من الدم فحينئذ يسحب الدم من الصحيح الصائم ونقول له أفطر كل واشرب واقض يوما مكانه
وأما إذا كان الإنسان غير صائم وأراد أن يتبرع بالدم وتبرعه بالدم لا يضره فلا حرج عليه في ذلك لأن الدم لا يستلزم فقد عضو من الجسم إنما يستلزم استنزاف الدم ثم يأتي بدله بسرعة وليس كالأعضاء
فما نقل عنا فلعل الناقل توهم ذلك فيما إذا كان الإنسان صائما صوم فرض فإنه لا يجوز أن يتبرع بالدم إلا إذا كان هناك شخص مضطر إلى هذه الفصيلة من الدم وغلب على الظن أنه لا يمكن أن يبقى إلى غروب الشمس بدون تبرع فحينئذ يتبرع له الصائم ويفطر فيأكل ويشرب ويقضي يوم مكانه، مثال ذلك إنسان اضطر إلى دم هذا الرجل الصائم في رمضان وقيل إن تأخيره إلى الغروب ربما يكون سبب لهلاكه فنقول للصائم جزاك الله خيرا مكنه من أن يأخذ من دمك ليجعلوه في هذا المحتاج وأنت كل واشرب ولو في رمضان ثم اقض يوما مكانه، أما إذا لم يكن الإنسان صائما صيام الفرض فالأمر في هذا واسع ولا بأس بالتبرع بالدم سواء لمريض حاضر أو يخزن في خزانات لاستقبال المرضى الذين يحتاجون إلى ذلك .