ما هو علاج قسوة القلب.؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ أشكو إلى الله ثم لكم قسوة أجدها في قلبي فماذا أعمل جزاك الله خيرا .؟
الشيخ : اعمل شيئين
الأول : الإكثار من قراءة القرآن فإن الله تعالى يقول في هذا القرآن : (( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )) ولا أظن شيئا أشد قسوة من الحجارة ومع ذلك لو نزل عليه هذا القرآن لرأيت الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله
وفي ذلك يقول ابن عبد القوي رحمه الله : " وحافظ على درس القرآن فإنه *** يلين قلباً قاسياً مثل جلمد "
ولكن ليس المراد مجرد التلاوة مع غفلة القلب بل التلاوة مع استحضار القلب وتدبره فإن ذلك لا شك يلين القلب على كل حال.
الأمر الثاني : ذكر الله عز وجل التهليل التكبير التسبيح التحميد وما أشبه ذلك بشرط أن يتواطأ القلب واللسان لأن مدار الحياة على القلب فإذا حي القلب حي الجسم ولهذا قال الله تعالى : (( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا )) ولم يقل ولا تطع من أسكتنا لسانه عن ذكرنا بل قال : (( مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ )) وكم من إنسان يذكر بلسانه ولكن قلبه لاهي، فالذكر حينئذ ضعيفا وأثره رديء، لكن إذا اجتمع القلب واللسان فهذا مما يسبب حياة القلب ولين القلب قال الله تعالى : (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ )) إيش (( تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ))
نسأل الله لنا ولكم الهداية وأن يلين قلوبنا لذكره وطاعته وأن يجعلنا هداة مهتدين وصالحين مصلحين إنه على كل شيء قدير .
السائل : جزى الله عنا شيخنا خير الجزاء ونفعنا بعلمه، وأذكر هذا الجمع المبارك بأنه سيكون هناك محاضرة في يوم الثلاثاء بعد صلاة المغرب بعنوان * قبسات من المجتمع المثالي * لفضيلة الشيخ صالح بن محمد المنيان وذلك في جامع الصالحية نفعنا الله جميعا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .