كلمة للشيخ حول مسألة هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء رمضان . حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأداء الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : أيها الإخوة فهذا هو اللقاء الأول من بعد شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف وهو اللقاء الموفي للخامس والعشرين من اللقاءات الشهرية، ويتم في هذه الليلة ليلة ثمانية عشر من شهر شوال عام خمسة عشر وأربعمائة وألف
ومن المناسب أن نتكلم عن موضوعين
الموضوع الأول : هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء رمضان ؟ والجواب على هذا السؤال لا إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت لقول الله تبارك وتعالى : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) أي حتى يأتيك الموت ولقوله تعالى عن يعقوب : (( يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ) فلم يجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمدا لانقطاع الأمل إلا بماذا ؟ بالموت، ثم هل العمل الذي يؤدى في رمضان كالصوم والقيام والصدقة هل انقطع بانتهاء رمضان؟ لا هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان منها صيام الأيام الستة من شوال فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر ) وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان، أي أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات ولأن هذا أسهل لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول غدا أصوم، غدا أصوم حتى تنقضي الأيام وهي تابعة لرمضان، هذه الأيام الستة تابعة لرمضان فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة، فإن قال قائل ربما يكون هناك عذر يكون إنسان ترك صوم رمضان لمرض واستمر به المرض إلى آخر شوال ثم شفاه الله وشرع في القضاء وخرج شوال، فنقول حينئذ يصومها تابعة لرمضان ولو في ذي القعدة ولو خرج شهر شوال وذلك لأنه ترك صومها في شوال لعذر فقضاها من بعده كما أن رمضان يترك للعذر ويقضى بعده
ومن الصيام المشروع أن يصوم الإنسان يوم عرفة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التي بعده ) إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة من أجل أن يكون قويا متفرغا للدعاء في ذلك اليوم
ومن الصيام المشروع صوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه، ولكن يصوم قبله اليوم التاسع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )
ومن الصيام المشروع صوم عشر ذي الحجة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) والصوم من العمل الصالح
ومن الصيام المشروع أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر سواء من أول الشهر أو وسطه أو آخره لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطها أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض أي في اليوم الثلاث عشر والرابع عشر والخامس عشر
ومن الصيام المشروع أن يصوم يوم الاثنين والخميس لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصومهما ويقول : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم )
ومن الصيام المشروع أن يصوم يوم ويفطر يوم وهذا أفضل الصيام لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( صوم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود وهو أفضل الصيام )
إذا الصيام انقطع بانتهاء رمضان أو لا ؟ أجيبوا لا، القيام هل انقطع بانتهاء رمضان لا القيام مشروع في كل ليلة والأفضل بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل فتنام، يعني الأفضل أن تنام النصف الأول من الليل ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس، هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص وقال : ( هذا قيام داود وهو أفضل القيام ) فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلا في آخر الليل لأن الرب عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ( فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صلاة الليل فقال : ( مثنى مثنى فإذا خشى أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى )
أما الصدقة فهي أيضا لم تنقطع الصدقة مشروعة كل وقت بل إن الإنسان الموفق يجعل أكله وشرب ونفقة عياله من الصدقة، إنفاقك على نفسك صدقة وعلى أهلك صدقة، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم، يعني لو كان عشرة ريالات وتقول هل أتصدق بها على فقير أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون قلنا أنفقها على من على أهلك
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء برمضان قراءة القرآن مشروعة كل وقت وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبا معينا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن .
أما بعد : أيها الإخوة فهذا هو اللقاء الأول من بعد شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف وهو اللقاء الموفي للخامس والعشرين من اللقاءات الشهرية، ويتم في هذه الليلة ليلة ثمانية عشر من شهر شوال عام خمسة عشر وأربعمائة وألف
ومن المناسب أن نتكلم عن موضوعين
الموضوع الأول : هل انقضى عمل الإنسان بانقضاء رمضان ؟ والجواب على هذا السؤال لا إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت لقول الله تبارك وتعالى : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) أي حتى يأتيك الموت ولقوله تعالى عن يعقوب : (( يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ) فلم يجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمدا لانقطاع الأمل إلا بماذا ؟ بالموت، ثم هل العمل الذي يؤدى في رمضان كالصوم والقيام والصدقة هل انقطع بانتهاء رمضان؟ لا هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان منها صيام الأيام الستة من شوال فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر ) وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان، أي أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات ولأن هذا أسهل لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه ولأن الإنسان إذا أخرها ربما يحصل له التسويف فيقول غدا أصوم، غدا أصوم حتى تنقضي الأيام وهي تابعة لرمضان، هذه الأيام الستة تابعة لرمضان فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ) ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة، فإن قال قائل ربما يكون هناك عذر يكون إنسان ترك صوم رمضان لمرض واستمر به المرض إلى آخر شوال ثم شفاه الله وشرع في القضاء وخرج شوال، فنقول حينئذ يصومها تابعة لرمضان ولو في ذي القعدة ولو خرج شهر شوال وذلك لأنه ترك صومها في شوال لعذر فقضاها من بعده كما أن رمضان يترك للعذر ويقضى بعده
ومن الصيام المشروع أن يصوم الإنسان يوم عرفة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التي بعده ) إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة من أجل أن يكون قويا متفرغا للدعاء في ذلك اليوم
ومن الصيام المشروع صوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه، ولكن يصوم قبله اليوم التاسع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )
ومن الصيام المشروع صوم عشر ذي الحجة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) والصوم من العمل الصالح
ومن الصيام المشروع أن يصوم الإنسان ثلاثة أيام من كل شهر سواء من أول الشهر أو وسطه أو آخره لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطها أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض أي في اليوم الثلاث عشر والرابع عشر والخامس عشر
ومن الصيام المشروع أن يصوم يوم الاثنين والخميس لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصومهما ويقول : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم )
ومن الصيام المشروع أن يصوم يوم ويفطر يوم وهذا أفضل الصيام لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( صوم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود وهو أفضل الصيام )
إذا الصيام انقطع بانتهاء رمضان أو لا ؟ أجيبوا لا، القيام هل انقطع بانتهاء رمضان لا القيام مشروع في كل ليلة والأفضل بعد منتصف الليل إلى أن يبقى سدس الليل فتنام، يعني الأفضل أن تنام النصف الأول من الليل ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس، هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص وقال : ( هذا قيام داود وهو أفضل القيام ) فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولو قليلا في آخر الليل لأن الرب عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ( فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له )، واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صلاة الليل فقال : ( مثنى مثنى فإذا خشى أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى )
أما الصدقة فهي أيضا لم تنقطع الصدقة مشروعة كل وقت بل إن الإنسان الموفق يجعل أكله وشرب ونفقة عياله من الصدقة، إنفاقك على نفسك صدقة وعلى أهلك صدقة، بل إن الإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم، يعني لو كان عشرة ريالات وتقول هل أتصدق بها على فقير أم أنفق بها على أهلي لأنهم محتاجون قلنا أنفقها على من على أهلك
ثم قراءة القرآن لم تنقطع بانتهاء برمضان قراءة القرآن مشروعة كل وقت وينبغي للإنسان أن يجعل له حزبا معينا يحافظ عليه كل يوم حتى لا تضيع عليه الأيام بدون قراءة القرآن .