كلمة للشيخ عن ماذا أودعناه في العام الماضي وماذا أعددنا في العام المقبل. حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد : فهذا هو اللقاء الشهري الأخير في هذا العام عام خمسة عشر وأربعمائة وألف والذي يتم هذه الليلة ليلة الأحد التاسع والعشرين أو الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل ختامنا خيرا من ماضينا
موضوع هذا اللقاء يشمل شيئين ، الشيء الأول : ماذا أودعناه في العام الماضي؟ والشيء الثاني : ماذا أعددنا للعام المقبل؟ وكلاهما يحتاج إلى عناية
أما الأول : فما الذي أودعه الإنسان في عامه الماضي؟ هل كان قائما بالوجبات التي لله عز وجل؟ والتي لعباده أم هو مفرط مهمل مضيع؟ هل أخلص لله في عبادته؟ هل محص عمله في اتباع شريعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ هل قام بالصلاة على ما ينبغي؟ هل صلاها في أوقاتها؟ هل صلاها مع جماعة؟ هل أدى شروطها وأركانها على ما يجب؟ هل أدى زكاة ماله؟ هل أحصاه إحصاء دقيقاً وكأن مستحقي الزكاة يحاسبونه محاسبة دقيقة؟ هل أتقن صيامه ، صيام رمضان؟ هل قام فيه بما يجب؟ هل أتقن حجه إن كان قد حج؟ كل هذه تساؤلات يجب أن يعرف الإنسان الجواب عليها، هل قام ببر والديه؟ هل قام بصلة أرحامه؟ هل قام بالإحسان إلى جيرانه؟ هل قام برحمة الأيتام؟ هل قام برحمة البهائم؟ هل قام بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل قام بالدعوة إلى الله عز وجل؟ هل قام بما يجب عليه من الإنفاق على أهله؟ هل قام بما يجب عليه من دفع أثمان المبيعات وأجور الأجر؟، كل هذه تساؤلات يجب أن يعرف الإنسان الجواب عليها، إن كان قد فرط فيها فليتوب إلى الله وليتدارك ما يمكن تداركه، وإن كان قد قام بما يستطيع وحسب ما وجب عليه فليحمد الله على ذلك ويسأل الله الثبات عليه، إننا نعلم أن التجار إذا تم سنة إدارة تجارتهم فإنهم يسهرون الليالي يتفقدون الدفاتر ماذا دخل على المتجر وماذا خرج منه؟ ماذا اكتسب الإنسان في هذه السنة وماذا خسر؟ حتى يتداركوا ما يمكن تداركه، أما التجارة العظمى وهي التي قال الله عنها : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) فإن هذه التجارة نحن في غفلة عنها ولا نعلم ماذا أدينا فيها إلا أن يشاء الله، لهذا أقول لنفسي ولكم الواجب علينا أن نتفقد أن ننظر فما يمكن تداركه، قمنا به وما لا يمكن إستغفرنا الله منه وتبنا إليه عز وجل
أما المستقبل فالمستقبل في الواقع لا يمكن لأي أحد أن يجزم بما يفعل في المستقبل ولو أنه جزم بما سيفعل في المستقبل لكان سفيها مخالفا لقول الله تعالى : (( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًاً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) لقد سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألوه عن قصة أصحاب الكهف فقال : (أخبركم غداً ) ولم يقل إن شاء الله فماذا كان من الله عز وجل تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمدة خمسة عشر يوما، تأخر ثم نزل الوحي وفي تلك السورة قال الله لرسوله : (( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًاً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) وكان هذا من حكمة الله عز وجل أن تأخر الوحي بعد أن وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص عليهم القصة وكان في هذا أكبر دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان صادقاً إذ لو كان كاذبا للفق قصة من القصص وقال هذه قصة أصحاب الكهف لكنه لا ينطق في علم الغيب إلا بما أوحي إليه عليه الصلاة والسلام، نحن لا نجزم بما نفعل غداً ولا يمكننا أن نجزم كم من إنسان أراد ولكن صار الواقع خلاف مراده؟ كم من إنسان أمّل ولكن انقطع حبل الأمل؟ ولكن المؤمن مأمور بأن يستقبل الأيام بحزم ونشاط وقد أشار الله إلى ذلك في قوله : (( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )) أي جعل الليل والنهار يختلفان يخلف بعضهما بعضاً من أجل أن ينشط الناس، كل يوم يتجدد لهم نشاط، كذلك الأعوام جعل الله تعالى الأعوام أطول من الأيام بلا شك لأنها شهور، والأيام ساعات لكنه سبحانه وتعالى كررها على العباد وجعل عدة السنة كم ؟ اثني عشر شهر حتى إذا تمت السنة وإذا بالإنسان يستجد نشاطه إلى سنة مقبلة
فانظر يا أخي ماذا أعددت للسنة المقبلة، هل أعددت نشاطاً في فعل الخير؟ فأنفذ ذلك وأمضه، فإن العزيمة على الرشد تكون رشدا إذا فعل الإنسان أما مجرد عزيمة بدون أن يكون هناك حركة فإنها تمني يصح أن نصف صاحبها بأنه عاجز كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
رتب وقتك حتى ينزل الله لك فيه البركة، رتبه ولكن لا تجعل هذا الترتيب أمرا متعيناً، لا بل هو على حسب الحال وقد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، لكن رتب نفسك رتب عملك فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) مثلا اجعل لك ساعة تقرأ فيها كتاب الله عز وجل وساعة تقرأ فيها من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وساعة تتفكر في معاني القرآن معاني الأحاديث وساعة تتفكر ماذا عملت في يومك وماذا تركت، رتب نفسك حتى يبارك الله لك في أيامك وفي ساعاتك، أما من أهمل نفسه ولا يبالي أعمل أم لم يعمل، أنشط أم كسل، فهذا لا شك أنه مفرط وأنه سيضيع عليه الوقت وسيندم يوم لا ينفع الندم لأنه أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، قال أنا إن شاء الله مؤمن أن سأكون من أهل الجنة، أنا سأكون كذا، ولكنه ليس معه عمل لا بد من عمل .
موضوع هذا اللقاء يشمل شيئين ، الشيء الأول : ماذا أودعناه في العام الماضي؟ والشيء الثاني : ماذا أعددنا للعام المقبل؟ وكلاهما يحتاج إلى عناية
أما الأول : فما الذي أودعه الإنسان في عامه الماضي؟ هل كان قائما بالوجبات التي لله عز وجل؟ والتي لعباده أم هو مفرط مهمل مضيع؟ هل أخلص لله في عبادته؟ هل محص عمله في اتباع شريعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ هل قام بالصلاة على ما ينبغي؟ هل صلاها في أوقاتها؟ هل صلاها مع جماعة؟ هل أدى شروطها وأركانها على ما يجب؟ هل أدى زكاة ماله؟ هل أحصاه إحصاء دقيقاً وكأن مستحقي الزكاة يحاسبونه محاسبة دقيقة؟ هل أتقن صيامه ، صيام رمضان؟ هل قام فيه بما يجب؟ هل أتقن حجه إن كان قد حج؟ كل هذه تساؤلات يجب أن يعرف الإنسان الجواب عليها، هل قام ببر والديه؟ هل قام بصلة أرحامه؟ هل قام بالإحسان إلى جيرانه؟ هل قام برحمة الأيتام؟ هل قام برحمة البهائم؟ هل قام بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل قام بالدعوة إلى الله عز وجل؟ هل قام بما يجب عليه من الإنفاق على أهله؟ هل قام بما يجب عليه من دفع أثمان المبيعات وأجور الأجر؟، كل هذه تساؤلات يجب أن يعرف الإنسان الجواب عليها، إن كان قد فرط فيها فليتوب إلى الله وليتدارك ما يمكن تداركه، وإن كان قد قام بما يستطيع وحسب ما وجب عليه فليحمد الله على ذلك ويسأل الله الثبات عليه، إننا نعلم أن التجار إذا تم سنة إدارة تجارتهم فإنهم يسهرون الليالي يتفقدون الدفاتر ماذا دخل على المتجر وماذا خرج منه؟ ماذا اكتسب الإنسان في هذه السنة وماذا خسر؟ حتى يتداركوا ما يمكن تداركه، أما التجارة العظمى وهي التي قال الله عنها : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) فإن هذه التجارة نحن في غفلة عنها ولا نعلم ماذا أدينا فيها إلا أن يشاء الله، لهذا أقول لنفسي ولكم الواجب علينا أن نتفقد أن ننظر فما يمكن تداركه، قمنا به وما لا يمكن إستغفرنا الله منه وتبنا إليه عز وجل
أما المستقبل فالمستقبل في الواقع لا يمكن لأي أحد أن يجزم بما يفعل في المستقبل ولو أنه جزم بما سيفعل في المستقبل لكان سفيها مخالفا لقول الله تعالى : (( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًاً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) لقد سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألوه عن قصة أصحاب الكهف فقال : (أخبركم غداً ) ولم يقل إن شاء الله فماذا كان من الله عز وجل تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمدة خمسة عشر يوما، تأخر ثم نزل الوحي وفي تلك السورة قال الله لرسوله : (( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًاً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) وكان هذا من حكمة الله عز وجل أن تأخر الوحي بعد أن وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص عليهم القصة وكان في هذا أكبر دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان صادقاً إذ لو كان كاذبا للفق قصة من القصص وقال هذه قصة أصحاب الكهف لكنه لا ينطق في علم الغيب إلا بما أوحي إليه عليه الصلاة والسلام، نحن لا نجزم بما نفعل غداً ولا يمكننا أن نجزم كم من إنسان أراد ولكن صار الواقع خلاف مراده؟ كم من إنسان أمّل ولكن انقطع حبل الأمل؟ ولكن المؤمن مأمور بأن يستقبل الأيام بحزم ونشاط وقد أشار الله إلى ذلك في قوله : (( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )) أي جعل الليل والنهار يختلفان يخلف بعضهما بعضاً من أجل أن ينشط الناس، كل يوم يتجدد لهم نشاط، كذلك الأعوام جعل الله تعالى الأعوام أطول من الأيام بلا شك لأنها شهور، والأيام ساعات لكنه سبحانه وتعالى كررها على العباد وجعل عدة السنة كم ؟ اثني عشر شهر حتى إذا تمت السنة وإذا بالإنسان يستجد نشاطه إلى سنة مقبلة
فانظر يا أخي ماذا أعددت للسنة المقبلة، هل أعددت نشاطاً في فعل الخير؟ فأنفذ ذلك وأمضه، فإن العزيمة على الرشد تكون رشدا إذا فعل الإنسان أما مجرد عزيمة بدون أن يكون هناك حركة فإنها تمني يصح أن نصف صاحبها بأنه عاجز كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )
رتب وقتك حتى ينزل الله لك فيه البركة، رتبه ولكن لا تجعل هذا الترتيب أمرا متعيناً، لا بل هو على حسب الحال وقد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، لكن رتب نفسك رتب عملك فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) مثلا اجعل لك ساعة تقرأ فيها كتاب الله عز وجل وساعة تقرأ فيها من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وساعة تتفكر في معاني القرآن معاني الأحاديث وساعة تتفكر ماذا عملت في يومك وماذا تركت، رتب نفسك حتى يبارك الله لك في أيامك وفي ساعاتك، أما من أهمل نفسه ولا يبالي أعمل أم لم يعمل، أنشط أم كسل، فهذا لا شك أنه مفرط وأنه سيضيع عليه الوقت وسيندم يوم لا ينفع الندم لأنه أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، قال أنا إن شاء الله مؤمن أن سأكون من أهل الجنة، أنا سأكون كذا، ولكنه ليس معه عمل لا بد من عمل .