في شهر المحرم سنن وعبر نجى الله موسى من فرعون. حفظ
الشيخ : فأولا في شهر المحرم سنن وعبر
أما السنن فإنه أي شهر محرم أحد الأشهر الأربعة الحرم، والأشهر الأربعة الحرم هي معي : ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان، رجب مضر الذي يبن جمادى وشعبان، فشهر المحرم هو أحد الأشهر الحرم وقد نهى الله عز وجل أن نظلم فيهن أنفسنا فقال : (( مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء أنه لا يجوز القتال فيه إلا ما كان دفاعاً أو كان قد انعقدت أسبابه من قبل، بمعنى أنه لا يجوز أن نبدأ قتال الكفار في هذه الأشهر الحرم إلا إذا كان دفاعاً بمعنى أنه هم الذين بدءونا بالقتال أو كان ذلك امتدادا لقتال سابق على هذه الأشهر، وشهر محرم قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) وأوكده يوم العاشر ثم التاسع : ( فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدم المدينة ووجد اليهود يصومون يوم العاشر من محرم فسألهم لماذا تصومون؟ قالوا : إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنصومه شكرا لله، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : نحن أولى بموسى منكم، ثم صامه وأمر بصيامه لكنه في آخر حياته قال : لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ) يعني مع العاشر، فيسن صيام اليوم العاشر ويصوم قبله يوما أو بعده يوما ليخالف اليهود
وفي شهر المحرم عبر أعظمها ما جرى لموسى وقومه وفرعون وقومه، فإن موسى عليه الصلاة والسلام أرسل إلى طائفتين من الناس بني إسرائيل، وفرعون، أما مع فرعون فلم تجدي الرسالة فيه شيئا ولم يؤمن، بل ما زاد إلا عتوا ونفورا وتوعد موسى وصار يقتل بني إسرائيل ويستحي نسائهم، وجرى منه ما هو معلوم لكم في كتاب الله عز وجل، وكان يفتخر على قومه يقول : (( يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ )) ولما مضى لموسى في دعوته ما مضى أوحى الله تعالى إلى موسى أن أسر بعبادي، فأسرى بهم ليلا وخرج من مصر متوجها نحو الشرق نحو البحر الأحمر، فلما علم بهم فرعون دعا قومه ليخرج إليهم - إلى موسى وقومه - فيقضي عليهم، فلما وصل موسى إلى البحر قال له قومه : (( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )) يعني لا بد أن نهلك لماذا أجب ؟
الطالب : لأن فرعون وراءهم
الشيخ : لأن فرعون وراءهم والبحر أمامهم، فرعون بجنوده وعَدده وعُدده خلفهم والبحر أمامهم فهم إن تساقطوا في البحر غرقوا وإن وقفوا أهلكهم فرعون، ولكن موسى قال عليه الصلاة والسلام وهو موقن : (( قَالَ كَلَّا )) يعني لن ندرك (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) وبهذا نعرف قوة توكل الرسل على الله عز وجل وقوة ثقتهم بوعد الله (( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) فهداه الله أمره أن يضرب البحر فضرب البحر بعصاه فانفلق البحر اثني عشر طريقا على حسب أسباط بني إسرائيل، والغريب أن البحر لم يتميز ويندفع ولكنه بقي أسواقا وطرقا وبينها كُتل الماء كالجبال مع أن الماء جوهر مائع يسيل، لكن وقف الماء كالجبال وقيل إنه كان في كل قطعة فرجة من أجل أن يطمئن بنو إسرائيل بعضهم على بعض، هذه الطرق التي انفتحت بضربة عصا هل بقيت أياما حتى تجف ويمكن السلوك عليها؟ الجواب لا قال الله تعالى : (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا )) في الحال سارت أرض يابسة، استطاع موسى وقومه أن يمشوا عليها حتى تكاملوا خارجين منها وبتكاملهم دخل فرعون وجنوده، فلما تكاملوا داخلين أمر الله عز وجل البحر أن يرجع إلى حاله فانطبق على فرعون وقومه (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) فغرق فرعون ، غرق فرعون بالماء الذي كان بالأمس إيش ؟ يفتخر به ويقول : (( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي )) غرق بالماء ، ولما أدركه الغرق (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) انظر يا أخي إلى الذل العظيم لم يقل آمنت بأنه لا إله إلا الله قال : (( إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) وهذا اعتراف منه بفضل بني إسرائيل عليه واعتراف منه بأنه كان الآن تابعا لهم ومقلدا لهم وكان بالأمس يقتلهم على دين الله، أما الآن فأذله الله حتى قال إنه على دين بني إسرائيل (( آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) لكن متى قال ذلك حين رأى الموت، وإذا رأى الإنسان الموت فإنه لا تنفعه التوبة ولهذا قيل له : (( آلْآنَ )) يعني آلآن تشهد أن لا إله إلا الله (( أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) يعني ولي ينفعك، ولكن الله قال : (( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ )) فقط، لا ببدنك وروحك (( نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) من الذين خلفه بنو إسرائيل ليكون آية على أن هذا الرجل الذي كان يرعبهم ويخوفهم ويقتل أبنائهم ويستحي نسائهم هو الآن جثة في البحر، لأنك تعرف أنه إذا كان للإنسان عدو مخيف فجاءه من قال له إن عدوك قد مات هل يطمئن وتكون طمأنينته كما لو شاهده؟ الجواب لا، ولهذا أبقى الله جسد فرعون حتى شاهده بني إسرائيل وعرفوا أنه قد هلك فاطمئنوا واستقروا، هذه من العبر العظيمة التي حصلت في هذا اليوم يوم عاشوراء .
أما السنن فإنه أي شهر محرم أحد الأشهر الأربعة الحرم، والأشهر الأربعة الحرم هي معي : ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان، رجب مضر الذي يبن جمادى وشعبان، فشهر المحرم هو أحد الأشهر الحرم وقد نهى الله عز وجل أن نظلم فيهن أنفسنا فقال : (( مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )) ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء أنه لا يجوز القتال فيه إلا ما كان دفاعاً أو كان قد انعقدت أسبابه من قبل، بمعنى أنه لا يجوز أن نبدأ قتال الكفار في هذه الأشهر الحرم إلا إذا كان دفاعاً بمعنى أنه هم الذين بدءونا بالقتال أو كان ذلك امتدادا لقتال سابق على هذه الأشهر، وشهر محرم قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) وأوكده يوم العاشر ثم التاسع : ( فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدم المدينة ووجد اليهود يصومون يوم العاشر من محرم فسألهم لماذا تصومون؟ قالوا : إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنصومه شكرا لله، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : نحن أولى بموسى منكم، ثم صامه وأمر بصيامه لكنه في آخر حياته قال : لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ) يعني مع العاشر، فيسن صيام اليوم العاشر ويصوم قبله يوما أو بعده يوما ليخالف اليهود
وفي شهر المحرم عبر أعظمها ما جرى لموسى وقومه وفرعون وقومه، فإن موسى عليه الصلاة والسلام أرسل إلى طائفتين من الناس بني إسرائيل، وفرعون، أما مع فرعون فلم تجدي الرسالة فيه شيئا ولم يؤمن، بل ما زاد إلا عتوا ونفورا وتوعد موسى وصار يقتل بني إسرائيل ويستحي نسائهم، وجرى منه ما هو معلوم لكم في كتاب الله عز وجل، وكان يفتخر على قومه يقول : (( يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ )) ولما مضى لموسى في دعوته ما مضى أوحى الله تعالى إلى موسى أن أسر بعبادي، فأسرى بهم ليلا وخرج من مصر متوجها نحو الشرق نحو البحر الأحمر، فلما علم بهم فرعون دعا قومه ليخرج إليهم - إلى موسى وقومه - فيقضي عليهم، فلما وصل موسى إلى البحر قال له قومه : (( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )) يعني لا بد أن نهلك لماذا أجب ؟
الطالب : لأن فرعون وراءهم
الشيخ : لأن فرعون وراءهم والبحر أمامهم، فرعون بجنوده وعَدده وعُدده خلفهم والبحر أمامهم فهم إن تساقطوا في البحر غرقوا وإن وقفوا أهلكهم فرعون، ولكن موسى قال عليه الصلاة والسلام وهو موقن : (( قَالَ كَلَّا )) يعني لن ندرك (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) وبهذا نعرف قوة توكل الرسل على الله عز وجل وقوة ثقتهم بوعد الله (( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) فهداه الله أمره أن يضرب البحر فضرب البحر بعصاه فانفلق البحر اثني عشر طريقا على حسب أسباط بني إسرائيل، والغريب أن البحر لم يتميز ويندفع ولكنه بقي أسواقا وطرقا وبينها كُتل الماء كالجبال مع أن الماء جوهر مائع يسيل، لكن وقف الماء كالجبال وقيل إنه كان في كل قطعة فرجة من أجل أن يطمئن بنو إسرائيل بعضهم على بعض، هذه الطرق التي انفتحت بضربة عصا هل بقيت أياما حتى تجف ويمكن السلوك عليها؟ الجواب لا قال الله تعالى : (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا )) في الحال سارت أرض يابسة، استطاع موسى وقومه أن يمشوا عليها حتى تكاملوا خارجين منها وبتكاملهم دخل فرعون وجنوده، فلما تكاملوا داخلين أمر الله عز وجل البحر أن يرجع إلى حاله فانطبق على فرعون وقومه (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) فغرق فرعون ، غرق فرعون بالماء الذي كان بالأمس إيش ؟ يفتخر به ويقول : (( أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي )) غرق بالماء ، ولما أدركه الغرق (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) انظر يا أخي إلى الذل العظيم لم يقل آمنت بأنه لا إله إلا الله قال : (( إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) وهذا اعتراف منه بفضل بني إسرائيل عليه واعتراف منه بأنه كان الآن تابعا لهم ومقلدا لهم وكان بالأمس يقتلهم على دين الله، أما الآن فأذله الله حتى قال إنه على دين بني إسرائيل (( آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) لكن متى قال ذلك حين رأى الموت، وإذا رأى الإنسان الموت فإنه لا تنفعه التوبة ولهذا قيل له : (( آلْآنَ )) يعني آلآن تشهد أن لا إله إلا الله (( أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )) (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) يعني ولي ينفعك، ولكن الله قال : (( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ )) فقط، لا ببدنك وروحك (( نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) من الذين خلفه بنو إسرائيل ليكون آية على أن هذا الرجل الذي كان يرعبهم ويخوفهم ويقتل أبنائهم ويستحي نسائهم هو الآن جثة في البحر، لأنك تعرف أنه إذا كان للإنسان عدو مخيف فجاءه من قال له إن عدوك قد مات هل يطمئن وتكون طمأنينته كما لو شاهده؟ الجواب لا، ولهذا أبقى الله جسد فرعون حتى شاهده بني إسرائيل وعرفوا أنه قد هلك فاطمئنوا واستقروا، هذه من العبر العظيمة التي حصلت في هذا اليوم يوم عاشوراء .