فهم القرآن من كتب التفسير المعتمدة. حفظ
الشيخ : إذاً اعتن يا أخي بالقرآن الكريم تفهم معناه، إما من كتب التفسير المعتمدة الموثوق بمؤلفيها كتفسير ابن كثير، والقرطبي، وتفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، الشيخ أبو بكر الجزائري ، الشيخ الشوكاني، وما أشبه هذه التفاسير الموثوق بها، وكذلك تفسير البغوي، طالعها، انتفع بها، وإذا أشكل عليك شيء فعندك العلماء والحمد لله، والاتصال بالعلماء الآن أسهل من ذي قبل، كان الرجل في الأول يشد الرحل ويحمل الزاد والمزاد ليسافر إلى بلد العالم يسأله عن مسألة واحدة، رحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه إلى المدينة مسيرة شهر لحديثٍ واحد حديث واحد ! أما الآن فالاتصال سهل، ما عليك إلا أن ترفع السماعة وتضرب رقم العالم وتسأل، ولا يعني ذلك أن العالم كل وقت قد فتح هاتفه واستعد لقبول المكالمات، لأنه لو يبقى هكذا صار لا ينام ليلاً ولا يتغدى ولا يتعشى، لكن لا بد من أوقات محددة، فالآن الاتصال سهل، هل يمكن بالوكالة ؟ تقول : يا فلان، اسأل لي عن كذا وكذا نعم يجوز ؟ نعم. جائز، الصحابة كان بعضهم يوكل بعضاً للسؤال عن العلم، علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكل المقداد بن الأسود أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم المذي، فسأله، لكن لا بد أن يكون الذي توكله فاهماً واعياً حافظاً، أما ترسل شخصاً ليس فاهماً يفهم منك مسألة ويسأل عنها العالم على وجهٍ آخر، ثم يجيبلك العلم ويفهم جواب العالم على وجه آخر، تكون الوجوه الثلاثة كلها خطأ، هذا لا يصلح، لا بد أن يكون الذي ترسله فاهماً واعياً حافظاً، وإذا لم يكن حافظاً هناك ما يحفظ قول العالم، ما هو ؟ المسجل، أعطه مسجلاً إذا كنت لا تثق منه وهو ربما يقع هذا، فأنت نفسك سجل السؤال، وقل : يا فلان، إذهب إلى الشيخ الفلاني وقدم له هذا السؤال وسجل جوابه، وبهذا يحصل المقصود، فالآن أقول : اجتهدوا في فهم كلام الله عز وجل، لأن الأصل فهم المعنى، ولا يمكن عمل بدون فهم المعنى إطلاقاً، وكما ذكرت لكم مراجعة التفسير، ومن لا يستطيع المراجعة بنفسه فليراجع من ؟ العلماء، لكن ليس كل عالم يوثق به، وليس كل تفسير أُلَّف يوثق به، لا بد أن يكون العالم موثوقاً بعلمه وفهمه لكتاب الله .