في مادة البلاغة ندرس موضوع الحقيقة والمجاز فما هو سبب إنكاره.؟ حفظ
السائل : وهذا يقول: ندرس بمادة البلاغة موضوع : الحقيقة والمجاز، فما الذي جعل طائفة من العلماء تنكره، مع أن مؤد اللفظ واحد مع المستمع ؟
الشيخ : قراءة مثل هذا الشيء لا يعني أنه راض به، فكونكم تقرءون أن الكلام حقيقة ومجاز، ويفصل ذلك حسب التفصيل المعروف، هذا لا يدل على الرضى به، وأما الذين منعوا المجاز فقالوا : إن السياق هو الذي يعين المعنى، فإذا تعين المعنى بحسب السياق أو قرائن الأحوال، سار حقيقة في ذلك، كلنا مثلا يعرف مثلا أن قول أولاد يعقوب لأبيهم : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا )) كلنا يعلم أنهم لا يريدون منه أن يذهب يعقوب إلى القرية ويقف على كل جدار ويسألهم، وإنما يريدون بذلك أن يسأل من ؟ أهل القرية، فالقرية تطلق على أهلها كما قال الله تعالى : (( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ )) فوصف الله القرية بالظلم، وكذلك الهلاك، أهلكها، والمراد إهلاك أهلها وظلم أهلها، فالذين ينكرون المجاز، يقولون : إن السياق وقرائن الأحوال هي التي تعيّن المعنى، وإذا تعين المعنى صار حقيقة فيه وكما مثلت لكم، لو أن أي إنسان قال : إن مراد أولاد يعقوب بقولهم : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ )) يعني اذهب إلى الجدران واسأل كل جدار، لعد هذا سفها وجنونا، فمتى تعين المعنى فهو الحقيقة .